فإن تعذر فذا لطف وإلا |
|
أقول الله حسبي وهو كافي |
ومما وقع السؤال عنه عبارة سعدي أفندي (١) الواقعة على عبارة البيضاوي في قوله تعالى (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ)(٢) حيث قال البيضاوي (٣) : خلقه موفرا عليه ما يستعده ويليق به على وفق الحكمة والمصلحة ، وخلقه بدل (من كل بدل) (٤) الاشتمال ، وقيل علم كيف قيمة المرء ما يحسنه أي يحسن معرفته وخلقه مفعول ثان ، وقرأ نافع والكوفيون بفتح اللام على الوصف ، فالشيء على الأول مخصوص بمنفصل ، وعلى الثاني بمتصل ، انتهى. قال سعدي أفندي : قوله فالشيء على الأول مخصوص بمنفصل ، يعني العقل ، وفيه (١٠٢ أ) بحث فإنه صرح في أوائل [سورة] البقرة أن الشيء في أمثاله بمعنى المفعول فلا يحتاج إلى التخصيص ، فإن قيل : لو سلّم [ب] ذلك فالله هو موجد الصفات الجليلة في ذاته المقدسة ، بل هو موجود ذاته أيضا على ما زعم أكثر المتكلمين فما وجه الاحتياج إلى التخصيص؟ وما المانع عن الإبقاء على عمومه؟ قلنا : لفظ الخلق ، فإنه الإخراج من العدم إلى الوجود لا الإيجاد مطلقا ، ولهذا كفّروا من قال بخلق القرآن ، وكذا صيغة أحسن تدل على الاختيار على ما حققه الإمام الغزالي في تهافت الفلاسفة ، انتهى. قال العبد الفقير : لما وقفت على هذه العبارة وقف شعري ، واقشعر بشري ، حيث سلم أن الله موجد لذاته ولا يقول هذا من له أدنى مسكة في الإسلام ـ عافانا الله من ذلك ، وسلك بنا أحسن المسالك ـ فإنه لا فرق بين الخلق والإيجاد كا هو معلوم من كتب (اللغة) (٥) المعتبرة. ثم
__________________
(١) هو سعد الله بن عيسى الشهير بسعدي أفندي المتوفّي سنة ٩٤٥ ه ، وقد تقدم التعريف بحاشيته.
(٢) طه من الآية ٥٠
(٣) البيضاوي : أنوار التنزيل ص ٤١٧
(٤) الزيادة من ب.
(٥) سقطت من ب.