ترك النساء والدنيا ومخالطة أهلها واشتغل بنفسه وبتربية أخيه وأولاده وأولاد أخته ، وروى الحديث ونشره ، وكان كثير الشفقة على الفقراء والمساكين مواسيا من يقصده من المسلمين جيد الخطبة مشهورا بكرم النفس كريما في أحواله عزيزا بين أقرانه ، بقي خليفة لأبيه على طريقته في فعل الخير ، وسعى في قضاء دين على أخيه ، ومات كأبيه وله نحو سبعين سنة ، وخلفه أخوه الآتي ، وهو في درر شيخنا ووفيات ابن العراقي ، وكانت وفاته يعني عن غير عقب بعد صلاة المغرب من ليلة الثلاثاء سادس عشرى ربيع الأول سنة خمس وستين وسبعمائة بالمدينة ، رحمهالله وإيانا.
٢٢١٣ ـ عبد الله بن محمد بن أحمد بن عثمان بن عبد الغني الجمال : ابن الشمس الششتري المدني ، أخو محمد الآتي وأبوهما ، ولد سنة ثمان وسبعين وسبعمائة ، وسمع على ابن صديق بعض الصحيح وعلى الزين المراغي ، وأجاز لي وللنجم عمر بن فهد ، ومات في ضحى مستهل جمادي الأولى سنة ستين وثمانمائة بالمدينة. ودفن بالبقيع.
٢٢١٤ ـ عبد الله بن محمد بن أبي بكر بن علي بن ابراهيم بن أبي الرضي المحب : أبو الطيب بن أبي عبد الله التعزاوي المطري ثم التونسي الشافعي ، ولد في شعبان سنة اثنتين وسبعمائة بتونس ، وجاور بالمدينة سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة والتي تليها ، ثم توجه منها إلى مكة ، فأقام بها أيضا ، ثم رجع ، فمات في ثالث عشر رجب سنة ثلاث وخمسين بحماه ، وكان ابتداء مرضه في جمادى الآخرة ، ووصف بالإمام الأوحد العلامة العارف الفهامة القدوة وأن شيخه وعمدته في العلم الأستاذ الركن أبو يعقوب يوسف بن أبي القاسم محمد القرشي الأموي النطرسوني المرسي بن الدارس.
٢٢١٥ ـ عبد الله بن محمد بن أبي بكر بن عبد الرحمن الجمال : الظاهري ثم الأزهري الشافعي ، نزيل مكة ثم المدينة ، ويعرف بالظاهري. ولد تقريبا سنة سبع وثلاثين وثمانمائة بالظاهرية من الشرقية بالقرب من العباسية ، ونشأ بها ، ثم تحول إلى القاهرة فلازم خدمة إمام الأزهر ، وقرأ في المنهاج ولازم الزيني زكريا والطنتدائي الضرير وزاحم الطلبة ، وتوصل لبيت ابن البرقي بتعليم ولدي ولده ، وصار كبيرهم يصرفه في التوجه مع شقادف المنقطعين بدرب الحجاز التي من جهة ناظر الخاص للعقبة فما دونها ، وأقبل على التحصيل فكان يسافر مع الصبر ويأتمنه الناس في استصحاب ودائعهم ومتاجرهم ونحوها معه ، ويخدم قاضي مكة بشراء ما يحتاج إليه من القاهرة وحمل ما يرسله لأهلها ، وتزايد اختصاصه به فاتسعت دائرته سيما حين تولى زكريا القضاء ، ولكنه لما رأى الاختلاف واختلال في جماعته واختصاص من شاء الله منهم عنه قطن مكة من سنة ثمان وثمانين ، وكان ابتداء تردده لها من سنة أربع وستين ، وصار يتجر بجاه القاضي ويعامل ويقارض ، ونحو ذلك من طرق الاستكبار وتزايد خوفه حين الترسيم على جماعة