قلت : يعني بقية المذكور ، وإلا فعبد الله بن الزبير (أمه أسماء ابنة أبي بكر بن أبي قحافة) ، وعبد الله له رواية نعم ، ثم جماعة أربعة من المذكور ، غير أنه مختلف في الرابع ، وهذا في ثاني الإصابة.
٣٩١٠ ـ محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن حسين : الشمس بن الزين ، المدني ، الشافعي ، سبط النور علي بن عبد الرحمن بن حسين بن القطان ، الماضي أمه زينب ، ويعرف بابن زين الدين ، وكسلفه بابن القطان ، ولد في رجب سنة اثنتين وستين وثمانمائة بالمدينة ، وحفظ بها القرآن ، وجوّده فيها على الشمس بن شرف الدين الششتري ، بل تلاه عليه إفرادا وجمعا للعشر في ختمتين والشاطبيتين والطيبة الجزرية ، وقراءة نافع لابن تبري ، ورفع توضيح ابن هشام ، وعرض على أبي الفرج المراغي والشهاب الأبشيطي ، وحضر دروسه بآخره ، وسمع على أولهما بقراءة ولده الشمس ، ثم قرأ في سنة تسعين على الولد جميع الصحيح ، وكذا قرأ على الجمال عبد الله بن القاضي عبد الرحمن بن محمد بن صالح أشياء ، وأخذ في ابتدائه عن الشمس العوفي في الفقه وأصوله ، والعربية ، ودخل مصر فتلى بالعشر على كل من الزينين ، (جعفر السنهوري والهيثمي) ، وقرأ على الجوجري جانبا من التوضيح وحضر دروسا ، وكذا دروس ابن قاسم ، وقرأ عليه من شرحيه على المنهاج والألفية ، وعلى الجلالين (البكري وابن الأسيوطي) ، ولازم الشرف عبد الحق هناك بل وبالحرم في الفقه وأصوله والعربية وغيرها بل حل عليه قطعة من الشاطبية ، وقرأ على السراج معمر ألفية النحو ، حين كان عندهم ، وكذا دخل دمشق وقرأ على التقي بن قاضي عجلون بالقاهرة أيضا في سنة إحدى وتسعمائة ، وحضر دروس الزيني زكريا ، وأخذ كلا من الفيتي النحو والحديث عن البرهان بن أبي شريف ، وسمع في الكتب الستة ، والموطأ وغيرها على الفخر الديمي ، ولازم قبل ذلك وبعده الشريف السمهودي ... وما أظن أخذ عنه أفضل منه ، وسمع بمكة من النجم بن فهد المسلسل والثلاثيات ، وعليّ في المجاورة الثانية بالمدينة أشياء ، ثم قرأ عليّ في التي بعدها شرحي لتقريب النووي بحثا ، وأقرأ الطلبة بالمسجد النبوي ، ونعم الرجل فضلا وتوددا .. وأقول : وقد صار شيخ القراء بالمدينة الشريفة وإمامها وخطيبها وأحد المدرسين المفتيين فيها ، وكانت فيها لخطابتها وإمامتها في سنة ...... ، واستمر مباشرا لها مع بلاغته وفصاحته لم يعزل منها إلا مدة يسيرة في سنة ثلاث عشرة وتسعمائة ، ثم مات بعد تعلله مدة في ليلة الأربعاء خامس عشر صفر عام ثلاثين وتسعمائة بالمدينة ودفن بالبقيع رحمهالله تعالى ، ولم يخلف ببلده مثله ، وباشر الخطابة بعده ولده الزيني عبد الحق ، ثم تركها رغبة فيها لعجزه عن القيام بها عوض ناصر الدين بن صالح سنة عشر وتسعمائة بعناية شيخه السيد السمهودي