الصحابة ، بل له نظم في فضائلهم ، غير أنه كان يناظر على القدر وينكر الجبر ، ورد على العفيف التلمساني في الاتحاد وقد أم بقرية حيرين مدة ، وأقام بالمدينة النبوية عند أميرها المنصور بن جماز مدة طويلة ... كل ذلك مع تعبد وسعة علم ونظم وفضائل ، قال ابن تيمية ، وهو ممن يتسنن به الشيعي ، ويتشيع به السني ، ونسب إليه العماد بن كثير الأبيات التي أولها :
أيا معشر الإسلام دمي دينكم
وقال الذهبي : كان حلو المجالسة ، ذكيا ، عالما ، فيه اعتزال ، وينطوي على دين وإسلام وتعبد ، سمعنا منه وكان صديقا لأبي ويقال : إنه رجع في آخر عمره ونسخ صحيح البخاري ، ومات في صفر سنة إحدى وعشرين وسبعمائة ، ووجد بعد موته بمدة في سنة خمسين وسبعمائة بخط يشبه خطه كتاب سمي «الطرائف في معرفة الطوائف» ، يتضمن الطعن على دين الإسلام ، ودارت فيه أحاديث مشكلة ، وتكلم على متونها كلام عارف بما يقول ، إلا أن وضع الكتاب يدل على زندقته ، وقال في آخره كتبه عبد الحميد بن داود المصري ... وهذا الاسم لا وجود له ، وشهد جماعة من أهل دمشق : بأنه خطه ، فأخذه التقي السبكي عنده وقطعه في الليل وغسله بالماء ... ذكره شيخنا في درره.
٣٦٩٣ ـ محمد بن أبي بكر الصديق عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر : أبو القاسم القرشي ، التيمي ، المدني ، الذي ولدته أسماء ابنة عميس في حجة الوداع ، ممن روى عن أبيه مرسلا ، وعنه ابنه القاسم ولم يسمع منه ، وقد خرج له النسائي وابن ماجة ، وذكر في التهذيب وثاني الإصابة وأول ثقات ابن حبان وتاريخ البخاري وابن أبي حاتم ومكة للفاسي ، وكان أحد الرؤوس الذين ساروا إلى حصار عثمان ، ثم إنه ضم إلى علي فكان من أعيان أمرائه ، فبعثه على إمرة مصر في رمضان سنة سبع وثلاثين ، وجمع له صلاتها وخراجها ، فصار إليها في جيش من العراق ، وسير معاوية من الشام معاوية بن حديح على مصر أيضا ، وعلى حرب محمد هذا ، فالتقى الجمعان ، فكسره ابن حديح وانهزم عسكر محمد ، واختفى هو بمصر في بيت امرأة فدلت عليه ، فقال : احفظوني لأبي بكر ، فقال ابن حديح : قتلت ثمانين رجلا من قومي في دم عثمان وأتركك وأنت صاحبه ، فقتله ، ثم جعله في بطن حمار وأحرقه ، وقيل كما عن عمرو بن دينار : إنه أتى به لعمرو بن العاص فقال له : معك عقد من أحد ، قال : لا ، فأمر به فقتل ، قال ابن يونس : وكان قتله في صفر سنة ثمان وثلاثين يوم الثناة لما انهزم المصريون ، فقيل : إنه اختفى في بيت امرأة من غافق ، آواه فيه أخوها ، وساق ما تقدم ، وقال ابن حبان : قيل إن محمدا قتل في المعركة وقيل : إن عمرو بن العاص قتله بعد أن أسره ،