متوجه في اللجون في سنة تسع عشرة وثمانمائة ، وقتل معه ابناه أبو الرضى محمد وأبو عبد الله الحسين (رحمهماالله).
٣٦٨٥ ـ محمد الكمال أبو الفضل : أخو الذي قبله ، ولد في خامس ذي القعدة سنة ثلاث وثمانمائة بالمدينة ، وأمه رقية ابنة الشيخ محمد بن تقي الكازروني ، وأحضر بها في الثالثة على أبيه سنة ست جزء من حديث نصر الموحى ، بل سمع عليه بعد ذلك سداسيات الرازي ، وجزء ابن فليته ، والأول والثاني من حديث شيء تام ، وجزء ابن مقسم ، ونسخة همام لأبي نعيم (بفوت من أولها) ، وبعض المقلابيات وجميع الأربعين ... تخريج شيخنا له ، وكذا سمع على أخيه وعلى النور المحلي سبط الزبير بعض الاكتفاء للكلاعي في عسرف ، وحفظ المنهاج وغيره ، واشتغل على الجمال الكازروني وسمع عليه البخاري سنة سبع وثلاثين ، بل قرأ عليه الموطأ ، وفي الفقه والمعاني والبيان وغيرها على النجم بن السكاكيني شريكا لأخيه أبي الفتح ، ووصفه بالعالم العلامة ، ودخل مصر ، ومات مقتولا في مكانهم بالعواني خارج المدينة في ضحى يوم السبت سادس ذي القعدة سنة ثلاث وأربعين وثمانمائة ، فحمل إلى البقيع فغسل وصلّي عليه به ثم دفن بعد صلاة العصر عوضه الله وإيانا الجنة ، وذكر شيخنا في تاريخه السبب في قتله فإنه قال : ورد الخبر بأن أبا الفضل بن شيخنا زين الدين بن حسين اغتيل ... قتله شريف رافضي ، يقال لكون شخص كان له دين عليه فلما مات أوصى أبا الفضل فطالبه بمال محاجريه فمطله فألح عليه ، فاغتاله ، وصار أهل المدينة في خوف شديد ، ولم يبق أحد يجسر على الخروج من بيته سحرا ، وكان سليمان أميرها غائبا فخرج نائبه حيدر بن عرير في جماعة لتحصيل القاتل ، وكان قد تسحب هو وجماعة من عشيرته فما ظفروا بأحد منهم ... انتهى ، وحينئذ توجه أخوه ناصر الدين أبو الفرج محمد بإشارة أخيهما شيخنا الشرف أبو الفتح إلى القاهرة فوقف للظاهر جقمق ، فأمده بجند كثير ، صحبته أمير بكلف نسبته أزيد من ثلاثة آلاف دينار ، حصل به تقويته لأهل السنة وخذلان للرافضة ، بعد أن جهز الجند من البحر ما يكفيهم لئلا يضيقوا أهل المدينة ، وأقام الجند مع أميرهم سنتين ، وأمسكوا جماعة وفر القاتل ، فما أمكن تحصيله ... لكن حصل بهذا ارتداع في الجملة ، رحمهالله.
٣٦٨٦ ـ محمد الشرف : وكناه بعض طلبة أبيه فتح الدين أبو الفتح : أخو الذي قبله ، ولد في سنة خمس وسبعين بالمدينة ، وأمه هي ابنة إبراهيم بن عبد الحميد المدني وأخت تقي الدين محمد ، ونشأ بها فحفظ القرآن وتلى به لنافع وابن كثير وأبي عمر وعلى الشمس الحلبي (الماضي قريبا) ، والعمدة والشاطبية وألفية العراقي والمنهاج ، الفرعي والأصلي ، ولمع الأدلة في أصول الدين لإمام الحرمين ، وألفية ابن مالك ،