الجواليقي ويحيى بن قميرة وغيرهم ، وبالكوفة ومنبج وحران وحمص والمعرة ودنيسر والقدس ومصر والمدينة واليمن ، وعني بهذا الشأن ، فكان فيه من ذوي الحفظ والإتقان ، وقرأ على ما ذكر الفقه والتفسير والخلاف وأنواع العلوم على النجم يسير بن حامد التبريزي (شيخ الحرم) ، وسمع عليه تفسيره ، ودرس بمدرسة دار زبيدة بالحرم بحضرة والده ، وأفتى في سنة ثلاث وثلاثين وستمائة فما بعدها كثيرا ، وعين لقضاء مكة في سنة خمس وستين فتوفق ، وحدث بكثير من مسموعاته وبعض تواليفه ، وألف شيئا يتعلق بتاريخ اليمن ، وكأنه المسمى فواصل الزمن في فضائل اليمن ، ومختصرا في علم الحديث سماه المنهج المهيج عند الاستماع ، والمبهمات وارتفاع الرتبة في اللباس والصحبة ، ومجلسا في فضل رمضان وآخر في فضل ذي القعدة ، ومنسكا وعقيدة سماها لسان البيان عن اعتقاد الجنان واختصرها ، وحمل الإيجاز في الإعجاز بنار الحجاز ، ومنهاج النبراس في فضائل بني العباس ، ورسالة الحمالة وجلالة الدلالة على إقامة العدالة (جزء) ، وتأنيس النضارة على إقامة الوزارة ، والنصح من موارد التآلف في الاقتداء بالمواقف والمخالف والكلام على مسألة تفضيل الأشياء للعز بن عبد السلام والورد الزائد في بر الوالد ... وكأنه غير ود الزائد في ورد الوالد ، وغير ذلك ، وحدث قديما في سنة تسع وأربعين إلى أن مات ، فسمع منه الأكابر ، كالمعين الدمشقي والزين النابلسي ورفيقه الدمياطي والقطب الحلبي ، وذكره في تاريخ مصر ، وقال : كان إماما ، عالما ، محدثا ، حافظا ، مفتيا ، ثقة ، حجة ، حسن الأخلاق ، سخيا ، عفيفا ، مكرما .... عليه ، حسن الاستماع لما يقرأ عليه ، كثير السعي في الحوائج ، وأكثر من الثناء وابن سيد الناس ، وقال في أجوبته : وأما السؤال عن أحفظ من لقيت .... في التقديم وأولاهم بالتعظيم الشيخ الإمام قدوة الناسكين ، عمدة السالكين ، قطب الدين ، بقية العاملين في آخرين ، سمعوا منه من الأعيان وأثنوا عليه كثيرا جدا ، وهو جدير بذلك ، فقد نقل التقي الفاسي عن جد أبيه الشريف أبي عبد الله الفاسي (أحد تلامذة القطب) أن القطب حكى له : أنه كان يقرأ على أبي عبد الله محمد بن عمر بن يوسف القرطبي بالمدينة النبوية ، وساق ما ساق في القرطبي ، وأنه ...... ، وعاهدت الله أن لا أرد سائلا ، وفضائله كثيرة ، وترجمته محتملة للبسط ، ومما قيل في مدحه :
استوحشت مكة من قطبها |
|
واستأنست مصر به والديار |
شيخ شيوخ الحرم المقتدى |
|
برأيه عند الأمور الكبار |
فيا له قطب مدار العلا |
|
عليه والقطب عليه المدار |
مات في المحرم سنة ست وثمانين وستمائة بمنزله ، من دار الحديث الكاملية ،