ذي الحجة سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة ، وجزم بعضهم بيوم الأحد ثامن ذي الحجة بالمدينة ، ودفن بالبقيع ، بل أرخه أبو حامد بن المطري وغيره في ظهر يوم الجمعة سادس ذي الحجة ، وصفه بالشيخ الإمام العلامة المحدث قاضي قضاة الحنفية ، وهو ممن ذكره شيخنا في درره ببعض ما تقدم ، والولي العراقي في وفياته وغيرهما ، وقال التقي الكرماني فيما قرأته بخطه : قدم علينا سنة نيف وسبعين فأقام سنة وسمعنا عليه (يعني في سنة اثنتين وسبعين) سنة وفاته بقراءة سعد بن محمد الحنفي الحديث ، وكان يحضر مجلس والدي ثم رجع إلى المدينة ولم يزل مقيما بها حتى مات وأظنه جاز السبعين ، وكان شيخ الحديث واللغة ، وأنجب أولادا ولوا قضاء الحنفية بالمدينة ، انتهى ، وسمعها منه الكمال أبو البركات محمد بن أبي السعود محمد بن حسين بن ظهيرة وخالد الخطيب الكمال أبو الفضل محمد بن أحمد بن ظهيرة ، وغيرهما ، وقرأ عليه الشمس محمد بن الصائغ البخاري بمصر وأسعد بن محمد الحنفي ببغداد ، وسمع عليه بقراءاته التقي الكرماني ، وممن أخذ عنه الجلال الخجندي ، سمع عليه مسند الطيالسي وبعض الصحيحين والترمذي وابن ماجة ، ومن لفظه جميع مكارم الأخلاق للطبراني ومفاخرة الحرمين له ، وقال : إنه أدرك المشايخ بالحجاز ومصر والشام والعراق وخراسان وخوارزم ، وزوجه الشيخ ابنته عائشة واستولدها ، وكذا سمع عليه الجمال الكازروني المجلس الأخير (من ابن ماجة) في سنة إحدى وسبعين ، بروايته له عن العفيف محمد أبي عبد الله محمد بن عبد المحسن ، ابن الدواليبي إجازة عن عجيبة الباقدراية عن أبي زرعة ، وروى عنه بالإجازة أبو الحسن بن سلامة ، ومن نظمه البديع قصيدة طويلة يتشوق فيها إلى المدينة حين خرج إلى اليمن ، أولها :
هب إذا هب شمال وصبا |
|
من كراء الصب شوقا وصبا |
صب دمعا فرجا في صبه |
|
فرجا فازداد منه وصبا |
شاقه ذكرى ليال سلفت |
|
بلذيد العيش أيام الصبا |
يا رعي الله ليلات مضت |
|
مع من نهوى ودهرا أخصبا |
حين لا نخش من الواشي وقد |
|
غفلت عنا عيون الرقبا |
من لمن قد بات عنه ألفه |
|
وعن الأحباب رغما غيبا |
يرقب أحبابه إذ غربا |
|
أي من شرق ممن غربا |
وكذا من أبياته مما كتبه في محمد بن عثمان بن أخضر ، إما من التاريخ الكبير أو غيره ، وقال ابن فرحون : إنه حاز من العلوم ما لم يحزه أخواه وانفرد اليوم باللغة والحديث ورجاله وولي الحكم والحسبة بدون سعي ..... ، الله إليه لما علم من حاجة الخلق إليه ، فقام بهما أحسن قيام ونرجو له من الله الزيادة والتمام فإنه سيف لأهل السنة