٣٠٦٧
ـ علي بن محمد بن إبراهيم بن العلامة جلال الدين أحمد بن محمد بن محمد ، أبو النور
أبو الحسن الخجندي : المدني الحنفي ، أخو إبراهيم وأحمد وغيرهما ، ويعرف بالخجندي ، ولد في ليلة
الجمعة منتصف رجب سنة اثنتين وأربعين وثماني مائة بالمدينة ، ونشأ بها ، فحفظ
القرآن والكنز وألفية النحو وغيرهما ، وعرض على المحب المطري وفتح الدين بن صالح
وغيرهما ، واشتغل على .... السيد شيخ الباسطية والشهاب الأبشيطي ، وارتحل إلى
القاهرة فقرأ على الشمس الشرواني «المطول» ، وعلى الكافياجي والتقي الحصني في
آخرين ، ولازم الأمين الأقصراي ، وبرع في العربية والمعنى والبيان ، وكان غاية في
الذكاء ، له النثر الحسن والنظم الكثير الجيد ، مات بدمشق في صفر سنة إحدى وسبعين
وثماني مائة ، بعد أبيه بسنة ، وكان لما بلغته وفاته كتب إلى أهله في مطالعة :
وإن مات والدي
الشقيق فإن لي
|
|
دمعا يسيل عليه
في الوجنات
|
ولربما كف
الحزين دموعه
|
|
صونا لهمته على
الهفوات
|
خيف الوقيعة قبل
فوت وقوعها
|
|
فإذا استقرت خيف
ما هو آت
|
واجتمع هو وسمية
الفاضل الفريد ابن بردبك مع شيخهما التقي الحصني ببولاق ، فلما شاهدوا ما على
البحر من الغمام والطل ، التمس شيخهما النظم في ذلك ، فقال صاحب الترجمة بديهة :
انظر إلى الطل
وقد ألبس البح
|
|
ر شعارا سائغا
مع دثاره
|
كأنما حيتانه
هيجت
|
|
حربا وهذا الطل
منه الغباره
|
وقال آخر :
بعث الله نيل
مصر إلينا
|
|
نعبة تدل علامة
|
حين وافى عليّ
عليه غياب
|
|
كرسول قد ظللته
غمامة
|
ولما بلغ ذلك والد
صاحب الترجمة وهو بالمدينة قال :
انظر إلى البحر
عليه القباب
|
|
كأنه البحر تحت
السحاب
|
لما رأى عشاقه
يفتنوا
|
|
بحسنه الفائق
أرخى الحجاب
|
ولما اتفق أن ابن
بردبك قال لصاحب الترجمة : قد عملت أحد عشر بيتا وعرضتها على جماعة من شعراء مصر
ليزيدوا عليها بيتا فعجزوا لالتزامي رد العجز عن الصبر المتجانسين ، فسأله إنشادها
ففعل ، فكان الحادي عشر منها :
ما آل قلبي جهدا
عن محبته
|
|
حتى ألاقيه في
يوم المال له
|