حين موت أبيه ، فنشأ يتيما ، وسمع علي في سنة سبع وثماني بالمدينة أشياء ، ولم يلبث أن مات في شوال ، أو ذي القعدة سنة ثمان وثمانين ، قال بعض أقربائه عن أربع وعشرين سنة بعد أن مرض أياما بذات الجنب ، وكان قد لازم التلاوة قبل موته إلى حين مات ، وعن خاتمة حميدة ، رحمهالله.
٣٠٦٠ ـ علي بن عمر بن محمد بن علي بن قتان : الشيخ نور الدين الأسدي القرشي الزبيري العيني ... نسبة لرأس العين ، المدني الشافعي ، والد عمر ومحمد وأحمد وخديجة وعائشة ، ويعرف بابن القنان بضم القاف ، ولد في يوم الجمعة منتصف ذي الحجة سنة ست وسبعين وسبعمائة برأس العين ، وذكر أنه سمع من لفظ البرهان إبراهيم بن داود الآمدي الكتب الستة ، ومسند أحمد والدارمي والموطأ ، رواية يحيى بن يحيى بسماعه ، كذلك من لفظ التقي بن تيمية ، وأنه تلى بالسبع على محمد بن رسلان الدمشقي وأبي المعالي بن اللبان والشمس العسقلاني وأبي سعيد محمود بن أيوب التبريزي والكمال بن عمر التبريزي ، وأما أنا فرأيت قراءة علي بن الجزري في سنة ثماني مائة ببرصا من الروم ، وأجاز له ، وقدم مكة في سنة سبع وثماني مائة وجاور بها ، وتردد منها إلى المدينة الشريفة ، ورأيت بسماعه بها على الزين أبي بكر المراغي بقراءة ابنة أبي الفتح في سنة اثنتي عشرة ، ووصفه القاري بالشيخ المقرىء ، ثم انقطع بها أخيرا ، واشترى بها أملاكا ، وصار يتردد بينهما فقدرت وفاته بمكة في صبيحة يوم الجمعة ثاني عشر ذي الحجة سنة تسع وثلاثين وثماني مائة ، وصلي عليه ودفن بالمعلاة.
٣٠٦١ ـ علي بن عيسى بن مسعود بن منصور بن يحيى بن يونس : نور الدين بن شارح مسلم ، القاضي الشرف أبي الروح الحميري الزواوي ثم القاهري المالكي ، تفقه بأبيه ، وبالبرهان السفاقسي ، وأخذ عن البرهان الرشيدي في عدة علوم ، وسمع أبا حيان والتقي الدلاصي وابن القماح وغيرهم ، وارتحل إلى دمشق فلقي الحفاظ بها المزي والبرزالي والذهبي ، وسمع على الحجار وزينب ابنة الكمال ، ولما حج أبوه في سنة اثنتي وثلاثين نزل له عن تدريس زاوية المالكية بمصر ، وصار معيدا عنده فيها حتى مات ، ثم غلب عليه محبة التصوف وارتحل لزيارة الصالحين ، فلقي منهم جمعا وظهر عليه سرهم ، وتكلم على طريقهم وظهرت فضائله ، وجاور بالمدينة النبوية سنة اثنتين وخمسين وقبلها مرارا ، ورأى عبد السلام بن سعيد بن غالب الماضي النبي صلىاللهعليهوسلم وهو يقول له : قل لابن الزواوي يتكلم غدا ، فتكلم يوم الجمعة في الروضة بعد العصر ، وحضر مجلسه العلماء والصلحاء ، وعاد إلى مصر فمات بها سنة تسع وستين وسبعمائة ، ذكره شيخنا في درره قال : وهو والد شمس الدين ناظر الأوقاف بمصر.