والماضي ابن عمه سعد بن إسحاق بن كعب ، من أهل المدينة ، يروي عن أبيه ، وعنه سعد بن إسحاق سعد بن إسحاق قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته.
٢٤٧٩ ـ عبد الرحمن بن عبد المؤمن بن عبد الملك : القاضي تقي الدين بن جمال الدين بن رشيد الدين ، الهوريني ، القاهري الشافعي ، نزيل المدينة وقاضيها ، والد النور علي الآتي ، والد شيختنا أم هانئ بنت نور الدين علي وسبطة الفخر القاياتي وأم السيف الحنفي وإخوته ، ولد في سادس صفر سنة أربع وتسعين وستمائة ، وسمع من الحجار ووزيره : الصحيح ، وولي قضاء المدينة النبوية في سنة خمس وأربعين وسبعمائة ، ثم سافر منها إلى القاهرة مع الحجاج في السنة التي تليها ، ليقدح عينيه ، لكونه كف بصره ثم يعود ، فلم يتهيأ له ، وعزل بالبدر حسن بن أحمد القيسي في سنة ثمان وأربعين ، ثم أعيد بعد نحو عشر سنين في سنة تسع وخمسين ، واستمر حتى مات ، قال ابن فرحون : هو شيخ الإمام العلامة ، ولي القضاء والخطابة والإمامة بالمدينة : الشرف الأميوطي ، وقدمها في ذي الحجة سنة خمس وأربعين ، وكان من قضاة العدل ، انتهت إليه الرياسة ، والعقد ذو السياسة مع العلم الغزير ، والعقل الراجح الذي ليس عليه مزيد ، لم يرق المنبر أحسن منه صورة وشكالة وشيبة مع الهيبة العظيمة والقيام في الحق والنصرة للشرع ، واستنابني في الحكم عنه ، فسست الناس وسددت الأحكام وجريت على الصلح ، فمال إليّ أهل المدينة لا سيما وكنت لا آخذ شيئا في حكم ولا بيوت ولا وراثة ، بل ربما أعطي من أتحقق ضرورته من الغرماء فأعرضوا عن قضاة الإمامية واعتزلوهم ، وتركوا المحاكمة عندهم ، وتألموا من هذا بحيث اجتمعوا بالأمير طفيل ، وشكوا عليه انقطاع رزقهم بسبب ما كانوا يأخذونه في ذلك من الأخصام ، فقال لهم : إذا سكت عنكم وعن أحكامكم فلا تطلبون منه غيره ، وكذا قال لي القاضي نجم الدين مهنا بن سنان (وكان أعلمهم وأرأسهم) قطعت رزقنا ، ولم يزل ذلك دأبي معهم حتى ماتوا وهم أحياء ، ثم أن صاحب الترجمة كف بصره في أثناء السنة بسبب ماء نزل في عينيه ، فسافر إلى مصر مع الحجاج ليقدحهما ويعود ، واستمريت نائبا عنه في سنة سبع وأربعين ، وشددت على الإمامية في نكاح المتعة ونكلت بفاعلها ، وحملت الناس على مذهب مالك وأخمدت نار البدعة وأظهرت نور السنة وعزرت من تكلم في الصحابة ، فلم يزد الناس إلا طاعة وإقبالا ، وأقام القاضي بمصر يعالج عينيه ، فسعى عليه صهره الشرف الأميوطي وهو البدر حسن ، فعزل مع أن صاحب الترجمة كان يحب الإقامة بالمدينة رغبة في الوفاة بها ، فلم ترجع إليه صحة عينيه حتى خرج عنه المنصب ، فلما كان في حادي عشر ربيع الآخر سنة تسع وخمسين أعيد بعد انفصال شمس الدين بن السبع ، واستمر على عادته في فصل الأحكام وسياسة الأنام ، مقبلا على