ولما قدم ابن الجزري القاهرة أنزله بمدرسته وحضر مجلسه يوم الختم وأجاز له ، وكذا سمع على البرهان الحلبي وعلى شيخنا وغيرهم ، وخرجت له عنهم حديثا كان سألني عنه ، وبينت له الأمر فيه. فابتهج وسر ، وزاد في الإكرام والاحترام كما شرحته في محل آخر ، ومن الغريب أن جوهر القنقبائي الذي ترقى في العز إلى غاية لا تخفى كان رام بعد أستاذه ابن الكويز أن يخدم عند صاحب الترجمة ، فما وافق ، فتوصل لخدمة الأشرف حتى صار إلى ما صار ، بحيث صار صاحب الترجمة خاضعا له ماشيا في أغراضه حتى فيما يكرهه ، مع إغراء جوهر للسلطان عليه وافتراء الكثير مما يقرره لديه ، وكذا أحضرت له أم العزيز قبل وصولها إلى الأشرف ليشتريها ، فامتنع فصارت بعد إلى الأشرف وحظيت عنده ، بحيث سافر الزيني في خدمتها إلى مكة ، وربما مشى بين يدي محفتها ، فسبحان الفعال لما يريد.
٢٣٣٥ ـ عبد الباسط بن الزين عمر بن عبد العزيز بن عبد الواحد : المدني أخو البدر حسن الماضي وهو أكبرهما ، وذاك أفضلهما ، وخادم قبة السيد بن العباس والحسين من البقيع وسبط النور المحلي ، سبط الزين ، ولد قريبا من سنة ثلاثين وثمانمائة بالمدينة ، وحفظ القرآن والرسالة وحضر دروس عمه الكمال محمد بن عبد العزيز ، وسمع على الجمال وولده أبي الفرج الكازروني بل سمع على جده لأمه المحلي ولازم الأميوطي ، وكذا سمع مني وعليّ في مجاورتي الأولى بالمدينة ، واستقر بعد أبيه في سنة سبع وخمسين في خدمة القبة المشار إليها ، مات في ذي الحجة سنة ثمان وتسعين وثمانمائة بالمدينة وأخوه في الحج ، واستقر في القبة بعده.
٢٣٣٦ ـ عبد الباسط بن البهاء محمد بن المحب محمد الزرندي : سمع على جده لأمه الجمال الكازروني جلّ البخاري في سنة سبع وثلاثين ، ووصفه القارئ بالولد المبارك ابن القاضي محب الدين ، وهو ابن أخي عبد الوهاب بن المحب محمد الآتي.
٢٣٣٧ ـ عبد الجبار بن أبي حازم : سلمة بن دينار المدني أخو عبد العزيز ، يروي عن أبيه ، وعنه : أبو يحيى المدني ، كأنه فليح بن سليمان ، قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته.
٢٣٣٨ ـ عبد الجبار بن سعيد بن سليمان بن نوفل بن مساحق : القرشي المساحقي المدني من أهلها ، الفقيه صاحب مالك ، يروي عن مالك وعن ابن أبي ذئب وابن أبي الزناد وأهل المدينة ، وعنه : إسماعيل القاضي وغيره كأبي زرعة الرازي ، ولي قضاء المصيّصة ، كان أجمل قريش وجها وأحسنهم لسانا ، توفي في سنة ست أو سبع وعشرين ومائتين عن بضع وثمانين سنة ، وثقه ابن حبان ، وقال العقيلي : في حديثه مناكير ، وذكره