أردناهم أن ينقموا أو يقاتلوا |
|
فكلتاهما أعيتهم بعياء |
(وقالوا : تعال يا يزي بن مخرّم |
|
فقلت لهم : إني حليف صداء) (١) |
ويروى : فقالوا نسالم يايزي بن مخرّم.
الشاهد (٢) فيه أنه رخّم (يزيد).
وقوله : إني حليف صداء أي قوم من صداء بيني وبينهم عهد لا يمكنني تركهم وكان يزيد بن مخرم غزا هو وابنه ومعهما أربعة أنفس من صداء ، فأغاروا على بني الراش بن كنده ، ثم نذروا بهم ، فلحقوهم فقاتلوهم واسترجعوا ما كان أخذ منهم. ورجع يزيد ومن معه ، ثم وقع بقوم من أهل اليمن فأصاب منهم نعما وغيره.
ثم عارضوه في جمع لهم ، وعرضوا عليه أن يستأسر أو يعطيهم يمينا لا يغزوهم أبدا ، فقال لهم يزيد : لا ، بل تصفحون وتعتدّونها نعمة ، أو أقاتلكم. فأبوا عليه إلا أن يستأسر أو يسالمهم آخر الدهر ، فقاتلهم فهزمهم. وقوله : وكلتاهما أعيتهم أي لم يدروا ما يصنعون ، أيقاتلون أو ينعمون.
[النصب على الذم بإضمار فعل]
٣٣٠ ـ قال سيبويه (١ / ٢٥٤) في الصفات ، قال إمام (٣) بن أقزم النّميري :
__________________
(١) عند سيبويه البيت الثاني ، ونسبه إلى يزيد بن محزّم وهو تصحيف ، فقد ورد بالخاء والراء في كنى الشعراء وكذا ضبطه البغدادي. وفي شرح الكوفي ابن مجمع ، أما في اللسان (صرى) ١٩ / ١٨٩ فهو ابن محرّق.
(٢) ورد الشاهد في : النحاس ٧٨ / أوالأعلم ١ / ٣٣٥ والكوفي ٢١٥ / أوالخزانة ١ / ٣٩٦ وقد أشار سيبويه إلى أن الحذف مما ليس في آخره هاء من الأسماء أقلّ ، وإن حذفت فحسن ، والحذف في الشعر كثير.
(٣) صوابه : إمام بن أقرم (بالراء) ، ويلقب خنزر. من شعراء العصر الأموي ترجمته في : ألقاب الشعراء ـ نوادر المخطوطات ٧ / ٣١٤ ، والبيان والتبيين ١ / ٣٨٦ وشرح الحماسة للمرزوقي ق ٦٣٧ ج ٣ / ١٥٠٦