ذاك ، ولكنهم حذفوا ذلك تخفيفا». ثم ذكر أشياء من الحذف ، يستشهد بها على الحذف الذي ذكره في هذا الباب. وقال النابغة الذبياني :
أتخذل ناصري وتعزّ عبسا |
|
أيربوع بن غيظ للمعنّ |
(كأنك من جمال بني أقيش |
|
يقعقع خلف رجليه بشنّ) (١) |
الشاهد (٢) في البيت الثاني أنه حذف الموصوف وأقام الصفة مقامه. والتقدير : كأنك جمل من جمال بني أقيش. يربوع بن غيظ بن مرة هم قوم النابغة ، والمعنّ : الذي يتعرض في الأمور التي قد كفي الكلام فيها. وجمال بني أقيش وحشية لا يكاد ينتفع بها لشدة نفارها ، والشن : القربة البالية ، تقعقع : تحرّك على الأرض وفيها حصى حتى يسمع صوتها.
وبنو أقيش : بطن من عكل (٣) ، وإبلهم ليست بكرام فيضرب بنفارها المثل. وقيل : بنو أقيش فخذ من أشجع ، وقيل : بنو أقيش حي من اليمن.
وسبب هذا الشعر ، أن بني عبس قتلوا رجلا من بني أسد ، فقتلت بنو أسد رجلين من عبس ، فأراد عيينة (٤) بن حصن الفزاري أن يعين بني عبس ، وينقض
__________________
(١) ديوان النابغة ق ٤٤ / ٩ ـ ١٠ ص ١٩٧ من قصيدة قالها وقد أراد عيينة بن حصن الفزاري معاونة بني عبس بإخراج بني أسد من حلف ذبيان. كما ورد البيت الثاني في : المخصص ٣ / ٨٢ واللسان (حذر) ٥ / ٣١٢ و (برش) ٨ / ١٥١ و (وهش) ٨ / ٢٦٧ و (قعع) ١٠ / ١٥٩ و (شنن) ١٧ / ١٠٧ و (دنا) ١٨ / ٢٩٨
(٢) ورد الشاهد في : الكامل للمبرد ١ / ٣٨٦ والمقتضب ٢ / ١٣٨ والنحاس ٨٤ / ب وسر صناعة الإعراب ١ / ٢٨٤ والأعلم ١ / ٣٧٥ والكوفي ١٣٠ / أوالعيني ٤ / ٦٧ والأشموني ٢ / ٤٠١ والخزانة ٢ / ٣١٢
(٣) كذا في جمهرة الأنساب ١٩٩
(٤) في المطبوع (عتيبة) وصوابه ما أثبتّ. كان اسمه حذيفة ، أصيبت عينه فسمي