شبه نفسه مع الذين يفاخرونه ويطاولونه بخيل في رهان قد سبقها هو وبرّز عليها.
وقوله : (أو كنت) يريد : أو كنت مقاربا للستين ، فحذف خبر كان. وامتاح وماح : أخذ مني ، جعل ما أخرجه من الجري بمنزلة امتياح الماء وغيره مما يستخرج. وفي الكتاب (حلبات) بالنصب و (شأو) بالرفع. وفي شعره (حلبات) مرفوعة و (شأو) منصوب. وهو أجود والمعنى عليه ، كأنه قال : وأخذت حلبات الحالب مني شأو مذكّ. يعني أنها استخرجت منه المسابقة والفضل في التقدم ، وفي الكتاب (مدلّ) بلام ودال غير معجمة ، وفي شعره (بذال معجمة وكاف) وهو أحب إلي ، والمذكّي من الخيل : الذي علت سنه ، وجريه أجود من جري الجذاع (١) والثّنيّ (٢) والرّبع (٣).
ـ قال سيبويه (٢ / ٤٠٨) قال الشاعر غيلان بن حريث :
(إني بما قد كلّفتني عشيرتي |
|
من الذّبّ عن أحسابها لحقيق) (٤) |
الشاهد (٥) فيه أنه اختلس حركة الباء التي في (بما) ولم يمكنه أن يدغم الباء في الميم لأنه كان يجتمع ساكنان في حشو الشعر وهذا لا يجوز ، ولو كان في
__________________
(١) مفرده جذع. ويطلق على الفرس إذا دخل في الثالثة. انظر (جذع) في : الصحاح ٣ / ١١٩٤ واللسان (صادر) ٨ / ٤٣ والقاموس ٣ / ١٢
(٢) يسمى كذلك حين يلقي ثنيّته ، وهو في الخيل ما دخل في الرابعة. وجمعه : ثناء وثناء وثنيان. انظر (ثنى) في : القاموس ٤ / ٣٠٩ واللسان (صادر) ١٤ / ١٢٣
(٣) مفردة رباع وذلك حين يلقي رباعيته ، ويكون لذات الحافر في السنة الخامسة. انظر (ربع) في : الصحاح ٣ / ١٢١٤ واللسان (صادر) ٨ / ١٠٨ والقاموس ٣ / ٢٧
وهكذا فالفرس في السنة الأولى حولي ثم فلو ثم جذع ثم ثنيّ ثم رباع ، ثم قارح إذا دخل السادسة. انظر اللسان ـ صادر ـ (قرح) ٢ / ٥٦٠
(٤) أورده سيبويه بلا نسبة وكذا الأعلم وجاء في عجزه (عن أعراضها).
(٥) ورد الشاهد عند الأعلم ٢ / ٤٠٨