وصف امرأة ثم قال : ولو تألف ـ وأراد تتألف ـ هذه المرأة وعلا موشيا أكارعه ، والموشي : الذي في قوائمه خطوط شبه الوشي في الثوب ، والفدر : جمع فدور ، والفادر والفدور واحد وهو الوعل المسنّ ، وسوطى : موضع بعينه ، والدلّ : الشكل والظرف وحسن الزيّ وعذوبة الحديث.
يقول : لو أرادت أن يدنو إليها الوعل الذي مسكنه في رؤوس الجبال ، لدنا منها لما يدعوه إليها من حسنها وملاحتها ، وهذا على طريق المبالغة. وهو كقول النابغة :
بتكلّم لو تستطيع حواره |
|
لدنت له أروى الجبال الصّخّد (١) |
ثم وصف الوعل فقال : عودا أحم القرا. والعود : الكبير المسن ، والأحم الأسود ، والقرا : الظهر ، والإزمولة : الذي يزمل : يمشي في شق من بغيه ونشاطه ، وقيل الإزمولة : الضخم ، الوقل : الذي يتوقل في الجبل يصعد فيه. وقوله : يبغي تراث أبيه : يريد أنه يسكن الجبال الذي كان أبوه يسكنها ، والتراث : الميراث ، والقذف : نواحي رأس الجبل ، وهو الموضع الذي إن زلّ عنه هوى في الأرض.
[في قلب الواو همزة]
٦١٢ ـ قال سيبويه (٢ / ٣٥٥) فيما اعتلّت فاؤه : «ولكنّ ناسا من
__________________
فدر شوط) وفي عجز الثاني : (على تراث أبيه) ، وضبط (إزمولة) أزمولة بالضم. وهما بمعنى.
وروي الثاني للشاعر في : اللسان (قذف) ١١ / ١٨٥ و (زمل) ١٣ / ٣٢٩ و (وقل) ١٤ / ٢٦٠
ـ وقد ورد الشاهد عند الأعلم ١ / ٣١٦
(١) ديوان النابغة ق ٢ / ٩ ص ٣٢ من إحدى اعتذارياته إلى النعمان بن المنذر. وجاء في عجزه (أروى الهضاب). وروي البيت للشاعر في : اللسان (روي) ١٩ / ٧٠