(ثار ، فضجت ضّجّة ركائبه) (١)
يقول : ما زيد برجل نام صاحبه ، فحذف الموصوف وأقام الصفة مقامه. يريد إن الذي يصاحبه في السفر لا ينام ، لأنه هو قليل النوم متيقظ جلد لا يكسره السفر ، ولا ترخيه سرى الليل ، ولا يلين جانبه من تعب ولا عمل ، يرعى النجوم لئلا يضل في سيره.
والمشرف : العالي المرتفع ، وحاجب القمر : جانبه ، والركائب : جمع ركاب ، والركاب : جماعة الإبل التي تركب في الأسفار. يعني أن القمر لما غاب ثار هو ، فشد الرحال على الإبل ، فضجت : رغت وصاحت.
والشاهد (٢) فيه إدغام التاء في الضاد.
ـ قال سيبويه (٢ / ٤١٧) في الإدغام ، قال طريف بن ربيعة العنبري :
(تقول إذا استهلكت شيئا للذّة |
|
فكيهة هشّيء (٣) بكفيك لائق) |
فقلت لها : إن الملامة نفعها |
|
قليل ، وليست تستطاع الخلائق (٤) |
الشاهد (٥) فيه على إدغام اللام من (هل) في الشين من (شيء).
__________________
(١) أورد سيبويه البيت الخامس ولم ينسبه. وجاء فيه : (فضجضّجة). وروي الأول والثاني بلا نسبة في : اللسان (نوم) ١٦ / ٧٦ وجاء في صدر الأول : (تالله ما زيد) وهو في شرح الكوفي (والله ما ليلي).
(٢) ورد الشاهد في : أسرار العربية ٩٩ و ١٠٠ والأعلم ٢ / ٤٢٠ والإنصاف ٦٨ والكوفي ٧٠ / ب والخزانة ٤ / ١٠٦
(٣) في الأصل والمطبوع : هل شيء. وليس المراد.
(٤) أورد سيبويه أولهما لطريف ، وجاء فيه (هشّيء). وروي البيت بلا نسبة في : المخصص ٦ / ٢١ واللسان (ليق) ١٢ / ٢١٠ و (هلك) ١٢ / ٣٩٦ و (فكه) ١٧ / ٤٢١
(٥) ورد الشاهد عند الأعلم ٢ / ٤١٧