والعيّال : المتبختر ، وجمعه عياييل. وصف قبل البيت قناة نبتت في موضع محفوف بالجبال والشجر فقال :
حفّت بأطواد جبال وسمر |
|
في أشب الغيطان ملتفّ الحظر |
(فيه عياييل أسود ونمر) (١) |
يريد حف موضع القناة الذي نبتت فيه بأطواد الجبال ، والواحد طود ، والسّمر : جمع سمرة وهي شجرة عظيمة ، والأشب : الموضع الملتف النبت
__________________
وحمله على أنه جمع غيل ـ بكسر المعجمة وهي الأجمة ـ لم يرد ، ولم يقل به أحد».
قلت : ومما يؤكد تسرع الغندجاني هنا خلوّ المعاجم من (غياييل) بالمعجمة ، وجمعوا (غيل) على أغيال.
كما مال البغدادي في الموضع نفسه إلى ما أخذ به ابن السيرافي من معنى (القناة) بقوله : «وقد أطال لسانه عليه أبو محمد الأعرابي .. وأقول : هذا بعيد من معنى الشعر ، غير دالّ عليه ، وجميع ألفاظه أولى بالدلالة على ما ذكره ابن السيرافي وغيره من العلماء ..» انظر لهذا شرح شواهد الشافية ٣٧٨ وما بعدها.
(١) أورد سيبويه البيت الثالث بلا نسبة. والأبيات لحكيم بن معية في : فرحة الأديب ٣٩ / ب وكذا في : شرح شواهد الشافية للبغدادي ص ٣٨٠ وجاء في أولها (بأطواد عظام) وهي أجود نفيا للتكرار. ورويت للشاعر في : اللسان (نمر) ٧ / ٩٣ و (عيل) ١٣ / ٥١٨ وورد ثالثها بلا نسبة في : الصحاح (نمر) ٢ / ٨٣٧ والمخصص ١١ / ٧
ـ وقد ورد الشاهد ـ وهو جمع (نمر) على نمر ـ في : المقتضب ٢ / ٢٠٣ والأعلم ٢ / ١٧٩ والكوفي ٢٦٨ / ب وأوضح المسالك ش ٥٤٨ ج ٣ / ٢٦٣ والأشموني ٣ / ٨٢٩ والبغدادي في شرح شواهد الشافية ٣٧٦ وفيه (عيائيل) بالهمز وقال : «أصله عيائل والياء حصلت من إشباع كسرتها لضرورة الشعر كياء (الصياريف)». فقد أراده جمعا لعيّل (واحد العيال) ، أما عياييل فجمع لعيّال كما ذكر ابن السيرافي ، وهو أجود للمعنى وصورته.