وعكاظ : خلف عرفات ، وكانت القبائل تحضرها ووجوه العرب والفرسان ، فإذا حضرتها الفرسان تبرقعوا لئلا يعرفوا ، فحضر طريف الموسم ، وكان حمصيصة ابن الشيباني (١) بعكاظ وبها طريف ، فجعل حمصيصة (٢) يشدّ النظر إلى طريف. فقال له طريف : لم تنظر إليّ؟ قال : لأعرفك لعلي ألقاك في خيل. قال : فتصنع ما ذا؟ قال : أعممك بالسيف. فقال طريف : اللهم ربّ هذا البيت لا تحل الحول حتى تلقينيه في خيل. فالتقيا بعد ذلك في خيل ، فقتله حمصيصة.
ويتوسم : ينظر في وجهي حتى يعرف سيماي ، فتعرّفوني أي اعرفوني أنني أنا ذاكم الذي حدثتم حديثه. (شاك) مقلوب من شائك ، أي سلاحي ذو شوكة والحوادث : الحروب التي تحدث ، والمعلم : الذي يجعل لنفسه علامة في الحرب يعرف بها ، وهذا يفعله الشجعان لتعرف مواقفهم في الحروب ومقاماتهم وما يصنعون.
[إسكان النون من (هنك) ضرورة]
٥٩٤ ـ قال سيبويه (٢ / ٢٩٧) في الوقف على أواخر الكلم ، قال الأقيشر (٣) الأسديّ ـ وكان مر بسكة بني فزارة وهو شارب ، فجلس يريق
__________________
(١) في الأصل والمطبوع (السفياني) وهو تصحيف.
(٢) هو حمصيصة بن جندل الشيباني ، شاعر فارس جاهلي ، قتل طريفا العنبري بأخيه شراحيل يوم مبايض. أخباره في : أسماء المغتالين ـ نوادر المخطوطات ٦ / ٢١٨ والبيان والتبيين ٣ / ١٠١ ومجمع الأمثال ٢ / ٤٤٢ والكامل لابن الأثير ١ / ٣٦٧ وفي الأخيرين في اسمه تحريف.
وانظر تاج العروس (حمص) ٤ / ٣٨٣
(٣) اسمه المغيرة بن عبد الله ، أبو معرّض (وتخفف) ، لقب لتقشر في وجهه. شاعر هجاء وصاحب شراب قتل بظاهر الكوفة سنة ٨٠ ه. ترجمته في : نوادر المخطوطات كنى الشعراء ٧ / ٢٩١ وألقاب الشعراء ٧ / ٣٠١ وأسماء المغتالين ٧ / ٢٤٩ والمؤتلف ص ٥٦ ومعجم الشعراء ٣٦٩ والخزانة ٢ / ٢٨٠