به ضرعا قليلا درّه ، فحذف الموصوف وأقام الصفة مقامه. والدرّ : اللبن ، يريد أنها لا لبن لها ، لم يفطر : لم يحلب. يقال فطرها يفطرها إذا حلبها بأطراف أصابعه.
(سودا) منصوب ، بدل من قوله (ضرعا قليلا دره) وهو بدل الشيء من الشيء وهو بعضه ، والسود : أخلاف الضرع ، وجعلها كحب الفلفل لأنها سود مجتمعة متشنجة ، والمصعرر : المجتمع المدور. شبه أطراف أخلافها بحب الفلفل.
[فيما تحذفه قيس وأسد في القوافي]
٥٩٠ ـ قال سيبويه (٢ / ٣٠١) في القوافي : «وقد دعاهم حذف ياء (يقضي) إلى أن حذف ناس كثير من قيس وأسد الياء والواو اللتين هما علامة المضمر ، ولم تكثر واحدة منهما في الحذف ككثرة ياء (يقضي) لأنهما تجيئان لمعنى الأسماء ، وليستا حرفين بنيا على ما قبلهما».
يريد أن قيسا وأسدا يحذفون في القوافي الواو التي هي ضمير جماعة المذكرين ، والياء التي هي ضمير الأنثى المخاطبة ، ويجرونهما مجرى الحرف الذي هو من نفس الكلمة ، نحو ياء (يقضي) وواو (يغزو) ، وحذف الذي هو من نفس الكلمة أسهل ، لأن الضمير هو اسم ، وهو الفاعل ، ولا ينكر حذف بعض الكلمة ـ إذا كانت تفيد ما بدل عليه ـ كحذف بعض حروف الأسماء في الترخيم.
قال ابن مقبل :
(لا يبعد الله أصحابا تركتهم |
|
لم أدر بعد غداة الأمس ما صنع) (١) |
__________________
(١) أورده سيبويه بلا نسبة. والبيت لابن مقبل في ديوانه ق ٢٣ / ٥ ص ١٦٨ وجاء في عجزه (بعد غداة البين ما صنعوا).