لو حذف الياء في هذا وأشباهه في الوقف ، لصارت أواخر الأبيات مختلفة تخرج عن حد الشعر. والقاتم : هو الأغبر ، أراد : ورب بلد قاتم الأعماق ، والأعماق : جمع عمق وهو البعد ، ويقال : بلد عميق ومعيق أي بعيد ، والخاوي : الخالي ، والمخترق : الموضع الذي يمرّ فيه. يريد أن الطرق في هذا الموضع خالية ، لأنها لا تسلك.
ـ قال سيبويه (٢ / ٣٠٠) : «وإذا ثبتت التي بمنزلة التنوين في القوافي» يريد أن الألف التي تبدل من التنوين في المنصوب ، تثبت / في الوقف في القوافي ـ «لم تكن التي هي لام أسوأ حالا».
يريد أن الألف التي هي من حروف الكلمة ، لا يجوز حذفها في القوافي إذا وقفت ، كقولك : مولى ويخشى وملهى .. وما أشبه ذلك يقول : إذا كانوا لا يحذفون الألف ـ التي هي بدل من التنوين في المنصوب ـ لم يحذفوا الألف التي هي من نفس الكلمة ، ثم قال : «ألا ترى أنه لا يجوز لك أن تقول :
لم يعلم لنا الناس مصرع (١)
في الوقف «فتحذف الألف لأن هذا لا يكون في الكلام ، فهو في القوافي لا يكون». ثم مضى في كلامه حتى انته إلى أن أنشد لرؤبة :
(داينت أروى والديون تقضى) |
|
فمطلت بعضا وأدّت بعضا (٢) |
__________________
(١) تقدم البيت في حواشي الفقرة (٥٦٣).
(٢) أورد سيبويه البيتين بلا نسبة وهما لرؤبة في : مجموع أشعار العرب ق ٢٩ / ١ ـ ٢ ج ٣ / ٧٩ وروي البيتان للشاعر في : اللسان (اضض) ٨ / ٣٨٣ و (دين) ١٧ / ٢٦ وهما بلا نسبة في المخصص ١٧ / ١٥٥ وأولهما بلا نسبة في : القوافي ص ١٠٦ واللسان (بيع) ٩ / ٣٧٤ و (روي) ١٩ / ٦٨