(وخير الأمر ما استقبلت منه |
|
وليس بأن تتبّعه اتّباعا) (١) |
الشاهد (٢) فيه على أنه أتى (بالاتّباع) الذي هو مصدر (اتّبع) فجعله في موضع (التتبّع) الذي هو مصدر (تتبّع).
يقول : خير الأمور ما فكرت فيه ونظرت وشاررت قبل فعله ، فلم تفعله إلا بعد إحكام الرأي ، فإن ركبت أمرا ففعلت من غير تأمل ومشاورة ، ثم رأيت منه ما تكره ، لم يمكنك أن تتلافى ما فرّطت فيه ، ولم ينفعك ندمك على أنك فعلته.
[جعل (المقيل) في موضع (القيلولة)]
٥٥٩ ـ قال سيبويه (٢ / ٢٤٧) : «وقالوا المعصية والمعرفة كقولهم المعجزة». يريد أن (المفعلة) قد جاءت في المصادر. وذكر قبل (٢ / ٢٤٧) أنه قد يأتي في المصادر من هذا النحو الوجهان ، قالوا : معذرة ومعذرة ، ومعتبة ومعتبة. قال : «وربما استغنوا (بمفعلة) عن غيرها ، وذلك قولك : المشيئة والمحمية».
يريد أنهم يستعملونها في المصدر والاسم بالكسر ، ولم يستعملوا فيها الفتح في المصدر ، كأنهم جعلوا الكسر الذي يكون للاسم مستعملا في المصدر ، واستغنوا به عن الفتح. وقال الراعي :
__________________
(١) ديوان القطامي ق ٢ / ٢٤ ص ٣٤ من القصيدة المذكورة قبل قليل. وروي البيت للقطامي في : حماسة البحتري ق ٨٠٧ ص ١٥٤ وشرح المرزوقي ١ / ١٣٥ والمخصص ١٤ / ١٨٧ واللسان (تبع) ٩ / ٣٧٥
(٢) ورد الشاهد في : المقتضب ٣ / ٢٠٥ والأعلم ٣ / ٢٤٤