في موضع الحلم ، ويضمون كل شيء موضعه. والحصى : كثرة العدد ، والذرا : الأعالي الواحدة ذروة ، وأراد بالذرا السادة ، والأعلام : الجبال ، والأعلام : ما يبنى في الطرق ليهتدى به. يريد أنهم يقتدى بهم ويأتمّ بهم الناس.
[إقحام (زيد) بين المنادى وما أضيف إليه]
٣٤٧ ـ قال سيبويه (١ / ٣١٥) في النداء ، قال عبد الله بن رواحة :
(يا زيد زيد اليعملات الذّبّل) |
|
تطاول الليل عليك فانزل (١) |
الشاهد (٢) فيه أنه أقحم (زيدا) الثاني بين (زيد) الأول وبين ما أضافه إليه ، وزيد الأول مضاف إلى اليعملات ، واليعملة : الناقة القوية التي تصبر على السير ، والذّبّل : جمع ذابلة وهي التي ذبلت من شدة السير وطول السّرى ،
__________________
(١) أورد سيبويه أولهما ونسبه الى (بعض ولد جرير). ورواهما المبرد في الكامل ٣ / ٢١٧ لعمر بن لجأ. فعلق المرصفي مصححا في رغبة الآمل ٧ / ١٤٦ مؤكدا النسبة الى عبد الله بن رواحة ، قالهما يخاطب زيد بن أرقم. ورويا لابن رواحة في : اللسان (عمل) ١٣ / ٥٠٤ والعيني ٤ / ٢٢١ وشرح شواهد المغني للسيوطي ص ٨٥٤ وانظر الخزانة ١ / ٣٦٢ أما في ص ٤٣٣ فقد أورد السيوطي أرجوزة طويلة فيها البيت الأول ـ وهو مطلعها ـ ونقل عن نوادر ابن الأعرابي نسبتها الى بكير بن عبد الرّبعي.
(٢) ورد الشاهد في : الكامل للمبرد ٣ / ٢١٧ والنحاس ٧٤ / ب وفيه (يا زيد زيد اليعملات) والأعلم ١ / ٣١٥ وشرح أبيات المفصل ٢٠٥ / أو المغني ش ٧٠٨ ج ٢ / ٤٥٧ وابن عقيل ش ٩٠ ج ٢ / ٢١٦ والعيني ٤ / ٢٢١ وشرح السيوطي ش ٦٩٢ ص ٨٥٤ والأشموني ٢ / ٤٥٤ والخزانة ١ / ٣٦٢
فيجب النصب في (زيد) الثاني. أما (زيد) الأول فيجوز فيه الضم والنصب. فإن ضم كان الثاني منصوبا على التوكيد ، أو على إضمار (أعني) ، أو عطف بيان ، أو على النداء. وإن نصب الأول فالثاني مقحم بين المضاف والمضاف اليه. ويبدو ضم الأول مع نصب الثاني على التوكيد أوضح الوجوه وأجودها للمعنى.