[رفع جواب الشرط على تقدير التقديم]
٤٥٨ ـ قال سيبويه (١ / ٤٣٨) في الجزاء : «وقد يجوز في الشعر : آتي من يأتني» يريد أنه يجوز أن يكون الفعل بعد الشرط مجزوما ، ويكون الفعل المتقدم يسد مسد الجواب ، ثم يؤخّر وهو في نية التقديم. وهذا يحسن إذا كان فعل الشرط ماضيا.
فإذا كانت (إن) عاملة لم يجز أن يكون الجواب إلا : بفعل مجزوم ، أو بجملة في أولها الفاء. فإن اضطر شاعر كان له أن يجعل الفعل الذي يأتي بعد فعل الشرط مرفوعا وينوي به التقديم.
قال أبو ذؤيب :
ما حمّل البختيّ عام غياره |
|
عليه الوسوق برّها وشعيرها |
أتى قرية كانت كثيرا طعامها |
|
كرفغ التراب كلّ شيء يميرها |
(فقيل : تحمّل فوق طوقك إنها |
|
مطبّعة ، من يأتها لا يضيرها) (١) |
الشاهد (٢) فيه أن رفع (يضيرها) ونوى به التقديم ، كأنه قال :
__________________
(١) الأبيات في أشعار الهذليين القسم الأول ص ١٥٤ ـ مطلع قصيدة قالها أبو ذؤيب يذكر ما فعله ابن أخته خالد بن زهير الهذلي ، وكان رسول أبي ذؤيب إلى صديقته أم عمرو ، فأفسدها. وكانت قبل أبي ذؤيب صديقة عبد عمرو بن مالك ، وكان أبو ذؤيب رسوله إليها. كما رويت الأبيات في خبرها في الأغاني ٦ / ٢٧٤ وروى كذلك ما أجاب به خالد ابن زهير أبا ذؤيب فكان من ذلك قوله :
ألم تنتقذها من عويم بن مالك |
|
وأنت صفيّ نفسه وسجيرها |
فلا تجزعن من سنّة أنت سرتها |
|
فأول راض سنّة من يسيرها |
ورويت الأبيات للشاعر متفرقة في اللسان : فأولها في (غير) ٦ / ٣٤٦ و (وسق) ١٢ / ٢٥٨ و (حلل) ١٣ / ١٨٥ وثانيها في (روغ) ١٠ / ٣١٢ والثالث في (ضمير) ٦ / ١٦٦ و (طبع) ١٠ / ١٠٣
(٢) ورد الشاهد في المقتضب ٢ / ٧٢ والنحاس ٩٤ / أوالأعلم ١ / ٤٣٨ والكوفي ٢٤ / أو ١١٨ / ب و ٢٤٩ / ب والأشموني ٣ / ٥٨٦ والخزانة ٣ / ٦٤٧