هند (١) ـ لما نذر أن يحرق من بني عامر مائة رجل ، لأجل قتلهم أخا له ـ أخذ منهم تسعة وتسعين رجلا ثم التمس تمام المائة فلم يجد ، فأقبل راكب يوضع (٢) بعيره ، فلما أتى إلى عمرو قال له : من أنت؟ قال : أنا رجل من البراجم قال : وما أتى بك؟ قال : إني رأيت الدخان فأقبلت نحوه. فقال عمرو : «إن الشقيّ وافد البراجم (٣)» فذهب مثلا. ثم عيّرت تميم بعد هذه القصة بالنهم والتماس الطعام في كل موضع.
وسبب هذا الشعر أن بني أبي العوف بن عمرو بن كلاب ، جاوروا بني أسيد بن عمرو بن تميم ، فأجلوهم عن موضعهم ، فقال يزيد شعرا ذكرهم فيه ، وفي شعره :
ألا أبلغ لديك بني تميم |
|
بآية ذكرهم حبّ الطعام |
أجارتها أسيّد ثم عادت |
|
بذات الضّرع منها والسّنام (٤) |
__________________
(١) عمرو بن المنذر اللخمي ملك الحيرة في الجاهلية ، عرف ببطشه ، من ألقابه المحرّق لإحراقه مائة تميمي يوم أوارة الأخير ، قتله عمرو بن كلثوم. أخباره في : الأغاني ١١ / ٥٣ وثمار القلوب (وافد البراجم) ١٠٧ و (صحيفة المتلمس) ٢١٦ ومعجم الشعراء ٢٠٥ والعمدة (ملوك الحيرة) ٢ / ٢٣٠ و (يوم أوارة) ٢ / ٢١٦ ومجمع الأمثال (٢٠٩٢) ١ / ٣٩٤ والكامل في التاريخ ١ / ٢٣٠ وسرح العيون ٤٣١ والبكري ١٣٢
(٢) أي يسرع به. من ذلك قول الشاعر :
يا ليتني فيها جذع |
|
أخبّ فيها وأضع |
انظر الصحاح (وضع) ٣ / ١٣٠٠
(٣) انظر الخبر في مجمع الأمثال (٦) ١ / ٩
(٤) البيتان ليزيد على هذه الرواية في شرح الكوفي ٢٤٩ / أوأوردهما البغدادي في خبر طويل في الخزانة ٣ / ١٣٩ وأتبعهما بردّ شاعرهم على قول يزيد فيهم. وجاء عجز الثاني في المطبوع : بذات الصرع منها والسقام