[الرفع على الاستئناف دون العطف ـ للمعنى]
٤٤٩ ـ قال سيبويه (١ / ٤٣١) في عوامل الأفعال ، قال أبو اللحام التغلبي (١) :
عمرت وأكثرت التفكّر خاليا |
|
وساءلت حتى كاد عمري ينفد / |
فأضحت أمور الناس يغشين عالما |
|
بما يتّقى منها وما يتعمّد |
جدير بأن لا أستكين ولا أرى |
|
إذا حل أمر بها حتى أتبلّد |
(على الحكم المأتيّ يوما إذا قضى |
|
قضيّته أن لا يجور ويقصد) (٢) |
الشاهد (٣) فيه في رفع (يقصد) وأنه لم يعطفه على (يجور). كأنه قال بعد قوله : عليه أن لا يجور : ويقصد ، يخبر بأنه يفعله ، وهو لفظ الإخبار. ويحتمل أمرين : يحتمل أن يكون بمعنى الأمر وهو في لفظ الخبر ، ويحتمل أن يخبر به على طريق أنه ينبغي أن يكون بهذا الوصف. زعم أنه طلب العلم بالأشياء والوقوف على حقيقتها ، واستعمل فكره وسأل العلماء عما لا يعرف حتى يعرف.
__________________
(١) شاعر جاهلي اسمه حريث اختار له أبو تمام خمسة أبيات في حماسته دون أن يذكر اسمه. ترجمته في : كنى الشعراء ـ نوادر المخطوطات ٧ / ٢٨٥ والقاموس (اللحم) ٤ / ١٧٥ والخزانة ٣ / ٦١٥ ، وفي الأخير طرف من خبره.
(٢) أورد سيبويه رابعها ونسبه الى عبد الرحمن بن أم الحكم. والأبيات لأبي اللحام التغلبي في شرح الكوفي ٢٢٨ / أ. وروي الثاني والثالث بلا نسبة في شرح المرزوقي ق ٤١٦ ج ٣ / ١١٥٠ تلتها ثلاثة أخرى من القصيدة نفسها في ق ٤١٧ ج ٣ / ١١٥١ دون أن يتنبه الى أنها من قطعة واحدة ، بدليل تقديمه للأبيات الأخرى بقوله : وقال آخر.
والأبيات كلها لأبي اللحام التغلبي في الخزانة ٣ / ٦١٤ ـ ٦١٥ وروي البيت الرابع في اللسان (قصد) ٤ / ٣٥٣ وقال : هو لأبي اللحام التغلبي أو لعبد الرحمن بن الحكم. ثم قال : والأول الصحيح.
(٣) ورد الشاهد في : النحاس ٩٢ / ب والأعلم ١ / ٤٣١ والكوفي ٢٢٨ / أوالخزانة ٣ / ٦١٣ وقال النحاس : كأنه قال : ولكنه يقصد.