كثيّرا عدة ، فتأخر كثيّر عنه. فقال : لئن عاد لي عبد العزيز بعدة أخرى ، سارعت إليها. ولا أقيلها : لا أردها. ويروى (لا أفيلها) أي لا أفيل في التأخر عنه والتثبط عن تنجز ما وعدني به. وفال يفيل : إذا ترك الرأي الجيد ، وفعل ما لا ينبغي للعقلاء أن يفعلوه.
[(أم) المنقطعة ومعناها]
٤٢٨ ـ قال سيبويه (١ / ٤٨٤) : «ومن ذلك أيضا (أعندك زيد أم لا) كأنه حيث قال : (أعندك زيد) ، كان يظن أنه عنده ، ثم أدركه مثل ذلك الظن في أنه ليس عنده فقال : (أم لا)». يعني أن المستفهم قد يستفهم عن شيء يظن أنه كائن فيقول : أعندك زيد ، فالسائل سأل وهو يظن أن زيدا قد حصل عند المسؤول ، فربما أدركه ظن غير ظنه الأول في أنّ زيدا ليس عند المسؤول فيأتي ب (أم) ويجعل الذي بعدها جملة ، وتكون (أم) هذه منقطعة.
يعني أن الكلام الذي بعدها منقطع عن الكلام الأول ، ويكون في (أم) معنى الإضراب عن الكلام الأول ، وإذا جاءت (أم) على هذا الوجه ، جاز أن تأتي بعد جملة فيها استفهام ، وبعد جملة لا استفهام فيها.
وعلى كل وجه يكون الكلام بها في تقدير استفهام مستأنف ، وقد أضرب عن الكلام المتقدم.
قال كثيّر :
(أليس أبي بالنّضر أم ليس والدي |
|
لكلّ نجيب من خزاعة أزهرا) (١) |
__________________
(١) ورد البيت في أبيات لكثيّر في : الأغاني ٩ / ١١ والرواية فيه تتفق مع الرواية الثانية التي ذكرها ابن السيرافي بعد سطور.