وقوله : (أعبدا) منصوب بإضمار (أتقيم) عبدا أو (أتلبث) وما أشبه ذلك. و (ألؤما) منصوب بإضمار (أتلؤم) لؤما و (تغترب) اغترابا (١). يريد أتجمع لؤما وغربة!
__________________
ـ ـ «قال س : هذا موضع المثل :
لا يشهد الحلبة إلا معرب
كل من لا يعرف أسامي المنازل محققة ـ كما ذكرت لك قبل هذا ـ يزلّ عن مثل هذا المقام الدّحض ، وذاك أن ابن السيرافي لم يذكر سبب قول جرير للعباس بن يزيد :
أعبدا حلّ في شعبى غريبا
لم جعله هجاء ، وأيّ عيب في حلوله شعبى؟
وإنما عيّره في أنه حليف لبني فزارة ، وشعبى من بلادهم ، وهو كندي غريب الدار منهم ، والحليف عند العرب عار ، ومنه قول لقيط بن زرارة :
ألا من رأى العبدين إذ ذكرا له |
|
عديّ وتيم تبتغي من تحالف». |
(فرحة الأديب ٤٢ / ب)
(١) فالشاهد فيه : نصب (لؤما واغترابا) وإضمار الفعل ، وقد ورد الشاهد في : سيبويه أيضا ١ / ١٧٣ ومعاني القرآن ٢ / ٢٩٧ والنحاس ٥٠ / ب والأعلم ١ / ١٧٠ والكوفي ٢٨ / أوأوضح المسالك ش ٢٥٠ ج ٢ / ٤٠ والأشموني ١ / ٢١٢ و ٢ / ٤٤٨ والخزانة ١ / ٣٠٨
قال سيبويه ١ / ١٧٣ في (أعبدا) «فيكون على وجهين : على النداء ، وعلى أنه رآه في حال افتخار واجتراء. أي : اتفخر عبدا».