أراد : كأنّ أصوات أواخر الميس.
والميس : خشب تعمل منه الرّحال ، والإيغال : الإبعاد في السير. يقال منه : أوغل يوغل إيغالا. يريد أن رحالهم جدد ، وقد طال سيرهم ، فبعض الرحال يحكّ بعضا فيصوّت مثل أصوات الفراريج. وتقديره : كأن أصوات أواخر الميس من أجل إيغالهن بنا أصوات الفراريج. الضمير المضاف إليه (الإيغال) ضمير رواحلهم. ويروى (إنقاض الفراريج) والإنقاض : التصويت ، يقال منه : أنقض ينقض إنقاضا.
[وقوع الجهات ظروفا]
٣٨ ـ وقال (١ / ١١٣) في وقوع الأسماء ظروفا : «ومثل ذات اليمين وذات الشمال : شرقيّ الدار وغربيّ الدار. تجعله ظرفا وغير ظرف».
وقال جرير :
وحبّذا نفحات من يمانية |
|
تأتيك من قبل الرّيّان أحيانا |
(هبّت جنوبا فذكرى ما ذكرتكم |
|
عند الصّفاة التي شرقيّ حورانا) (١) |
__________________
ـ ـ وسر صناعة الإعراب ١ / ١١ والأعلم ١ / ٩٢ وشرح الأبيات المشكلة ٦٥ والإنصاف ٢٢٦ والكوفي ٦ / أو ١٢٥ / ب والخزانة ٢ / ١١٩ و ٢٥٠
وقد أشار سيبويه ١ / ٩٢ إلى قبح الفصل بين المتضايفين بما يتم به الكلام ، ويجوز في الشعر ضرورة.
وجاء في قول الكوفي ١٢٥ / ب أن الأجود إذا فصل بين المضاف والمضاف إليه أن لا ينوّن.
كما لاحظ الفارقي إلى أنه لو لا نية الإضافة لنوّن (أصواتا).
(١) ديوان جرير ص ٥٩٦ من قصيدة قالها يهجو الأخطل. وجاء في صدر الثاني (هبت شمالا).
والريّان : جبل بين بلاد طيّىء وأسد. وهو جبل أحمر من أحسن جبال الجمى.
ثم أضاف البكري بأنه هو الذي ذكره جرير في شعره. معجم ما استعجم ص ٤٣١ و ٦٣١