يريد بقوله : (إذا لم تجعله اسما معروفا) أنّ (ضاربه) في معنى الانفصال يراد به الفعل ، كأنه قال : ضارب إياه.
قال هدبة (١) بن الخشرم :
ألا يا لقوم للنّوائب والدّهر |
|
وللمرء يردي نفسه وهو لا يدري |
وللأرض كم من صالح قد تودّأت |
|
عليه ، فوارته بلمّاعة قفر / |
(فلا ذا جلال هبنه لجلاله |
|
ولا ذا ضياع هنّ يتركن للفقر) (٢) |
الشاهد (٣) في نصب (ذا جلال) بإضمار فعل يفسره (هبنه) (كأنه قال : فلا هبن ذا جلال هبنه) (٤) و (ذا ضياع) ينتصب ب (يتركن) لأن (يتركن) لم يشتغل بضمير فنصب الاسم المتقدم ، والضمير المؤنث في (هبنه) وفي (يتركن)
__________________
(١) هدبة بن خشرم العذري ، شاعر فصيح من بادية الحجاز ، كان راوية الحطيئة وجميل راويته ، قتل ابن عمه زيادة بن زيد فقتل به نحو ٥٠ ه. ترجمته في : أسماء المغتالين ـ نوادر المخطوطات ٧ / ٢٥٦ والشعر والشعراء ٢ / ٦٩٠ وجمهرة الأنساب ٤٤٨ ومعجم الشعراء ٤٨٣ والتبريزي ٢ / ١٢ والعيني ٢ / ١٨٤ والخزانة ٤ / ٨٤ ورغبة الآمل ٨ / ٢٤٠ وانظر خبره مع ابن عمه وافيا في التبريزي ، وخبر مقتله بالتفصيل في رغبة الآمل.
(٢) أورد سيبويه ثالثها فقط ، ورويت الأبيات في الخزانة ١ / ٨٦ في أبيات كثيرة ارتجلها الشاعر بين يدي معاوية ، قصّ فيها حادثة قتله لابن عمه ، ووردت كذلك في رغبة الآمل ٨ / ٢٣٩ وجاء في الثاني (تأكّمت) بدل (تودّأت) وفي رغبة الآمل (تلمّأت).
بمعنى اشتملت. كما بدأت الأبيات في كليهما ب (ألا يا لقومي).
ورويت الأبيات الثلاثة لهدبة في : اللسان (قدر) ٦ / ٣٨٢ والثاني بلا نسبة في (وذأ) ١ / ١٨٧
(٣) ورد الشاهد في : النحاس ١٨ / ب والأعلم ١ / ٧٢
(٤) ما بين القوسين ساقط في المطبوع.