ألكني : بلّغ رسالتي ، والألوك : الرسالة. وأراد ألئكني فخفف الهمزة (١) ، وليس قولهم ألكني من لفظ الألوك ، وفيه قلب وليس هذا موضع ذكره. و (رسالة) بدل من (السلام) كأنه قال : ألكني إلى قومي رسالة.
والآية : العلامة و (ما) جحد ، والعزل : جمع أعزل وهو الذي لا سلاح معه ، و (سيّئي) منصوب معطوف على ما تقدم ، وقوله تلبّسوا : يريد لبسوا ثيابهم ، و (إلى حاجة) في صلة (تلبسوا). ومخيّسة : هي المذللة من الإبل والمحبوسة. ونصب (مخيسة) بإضمار فعل كأنه قال : إذا ما تلبسوا وركبوا مخيسة بزلا : ويجوز عندي أن ينصب ب (تلبّسوا) ويكون تقديره : إذا لبسوا يوما مخيسة. يريد أنهم شدوا عليها الرحال وزمّوها (٢)
والذي وقع في شعره :
ألكني إلى قومي السلام ورحمة ال .. |
|
إله ، فما كانوا ضعافا ولا عزلا |
ولا سيّئي زيّ إذا ما تحمّلوا |
|
لبعض الهوى يوما مخيّسة بزلا |
[النصب بفعل محذوف يفسره المذكور]
٣١ ـ قال سيبويه (١ / ٧٢) في : «باب حروف أجريت مجرى حروف الاستفهام ، وهي حروف النفي شبهوها بألف الاستفهام .. وكذلك إذا قلت : ما زيدا أنا ضاربه ، إذا لم تجعله اسما معروفا» (٣).
__________________
وقال النحاس : هذا حجة لمن قال : هذا حسن وجه ، وكان الجيد أن يقول : ولا سيئي الزي.
ويرى الأعلم أنه حذف الألف واللام للاختصار ، فهي مقدرة.
(١) حذفت الهمزة للتخفيف ، وألقيت حركتها على اللام فصارت : ألكني.
(٢) زم البعير : خطمه. القاموس (زم) ٤ / ١٢٦
(٣) عبارة سيبويه : «.. حروف الاستفهام وحروف الأمر والنهي ..»