وبمن وقع ، فوقوعه بالرجل الكثير الأهل والعشيرة كوقوعه بغيره. فيقال : إن عقيلا لما سمع هذا من النابغة قال له لكنّ حامله يا أبا ليلى يشعر.
[زيادة (ما) في الندبة ـ ضرورة]
٣٢٦ ـ قال سيبويه (١ / ٣٢٢) في الندبة :
تئنّ حين يجذب المخطوما |
|
أنين عبرى سلبت حميما |
فهي تبكّي حزنا أليما |
|
(وهي ترثّي بأبي وابنيما) (١) |
__________________
(١) أورد سيبويه البيت الرابع ونسبه إلى رؤبة ، والأبيات في : مجموع أشعار العرب ق ٩٠ / ٣٦ ـ ٣٧ ٣٩ ج ٣ / ١٨٥ في القسم المنسوب إلى رؤبة أو إلى العجاج ، وليست في ديوان الأخير. والرواية فيه : في البيت الأول (تجذب) وفي الثاني (أسلمت حميما) وسلبت أقرب إلى الواقع والصواب. أما الثالث فغير موجود في الأرجوزة. وفي مكانه قوله : (بكاء ثكلى فقدت حميما) وفي الرابع (فهي ترثّي بأب ..).
ووردت الأبيات متفرقة ، منسوبة إلى رؤبة. فجاء الثاني والرابع في : القوافي ٢٧ واللسان (بنى) ١٨ / ٩٧ و (رثا) ١٩ / ٢٢ والأول والثاني في اللسان (أنن) ١٦ / ١٦٩ باختلافات طفيفة.
وقد أشار الأعلم إلى أن قافية الرابع في بعض النسخ (وابناما) وقال : إنه غلط لأن القافية مردفة بالياء ، والألف لا تجوز معها في الردف. فيرد عليه صاحب اللسان ١٩ / ٢٢ بأنه «لم يحتشم من الألف مع الياء لأنها حكاية ، والحكاية يجوز فيها ما لا يجوز في غيرها». قلت : ولكنّ ضرورة الشعر تقتضي أن تكون (وابنيما) وإن جاز غيرها. وقد رأينا هذه الضرورة تضحّي بالصواب في بعض الشواهد ، فكيف هنا وهو يجاري الصواب بإضافته إلى ياء المتكلم.