يقول : هذه المرأة ، حرام عليك يا مطر تزوجك إياها. وقوله : فإن نكاحها مطرا حرام : (مطرا) منصوب ب (نكاحها) و (حرام) خبر (إن) ، والضمير المؤنث المضاف إليه المصدر في معنى فاعل وإن كان مجرورا بالإضافة. ويجوز أن تقول : فإن نكاحها مطر حرام ، ويكون (مطر) فاعلا للمصدر ، والضمير المؤنث في معنى مفعول.
ومثله : ضربك زيدا قبيح ، وضربك زيد قبيح. والمعنى واضح.
[في البدل]
٣٢٤ ـ قال سيبويه في الصفات ، قال النابغة (١) :
كفينا بني كعب فلم نر عندهم |
|
بذلك إلا ما جزى الله جازيا (٢) |
يريد بني كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة ، ومنهم قبائل كثيرة : بنو جعدة وبنو قشير وبنو عقيل والحريش وغيرهم. يعني أن قومه بني جعدة كفوا القبائل من كعب ما أهمهم من الأمور. ثم ذكر أبياتا منها. ثم قال (١ / ٢٢٢) :
(وكانت قشير شامتا بصديقها |
|
وآخر مرزيّا وآخر زاريا) (٣) |
__________________
المنون ضرورة ، ويعلق سيبويه بأنه لم يسمع عربيا يقوله. والراجح ما ذهب إليه سيبويه ، فالاسم معرفة مضموم واضطر الشاعر لتنوينه فزاد عليه نونا ساكنة وبقيت حركته على حالها كما قال البغدادي.
(١) هو النابغة الجعدي ، تقدمت ترجمته في الفقرة (٣٣).
(٢) ديوان الجعدي ق ١٢ / ٣٠ ص ١٧٥ وجاء في عجزه (لما كان) بدل بذلك.
وروى الكوفي البيت للنابغة في شرحه ٢١٣ / ب مشيرا إلى حذف المفعول الثاني ل (كفينا) وجاء مصرحا به في الآية الكريمة : «وكفى الله المؤمنين القتال».
(٣) ديوان الجعدي ق ١٢ / ٤٣ ص ١٧٨ وجاء في عجزه (عليه وزاريا).