__________________
عوف بن القعقاع طعاما. فأدرك طعام بني طهية قبل طعام عوف ، فأكل الحارث طعامهم. وأهدى ظهير بن شداد الميثاويّ جفنة حيس لعوف بن القعقاع ، فردها وقال : يظن أنّا نأكل حيسا بات خصيّا ظهير ينطفان فيه. ووقع بينهم شر ، فارتموا ، فرمى رجل منهم قيس بن عوف بن القعقاع بحجر على عمود كبده فمات.
فقال راجز بني طهية :
نحن قتلنا في العراك قيسا |
|
ثم أكلنا بعد ذاك الحيسا |
فاستعدوا الحارث بن حاطب ، وادّعوا الرمي على ظهير بن شداد فأقاموا عليه بينة ، فدعا الحارث بن طهية ، فجرحت الشهود ، فقام الأخضر بن هبيرة بن المنذر بن ضرار الضبي فقال الشاهد الذي شهد على ظهير : لا أعلمني رأيت فاحشة إلا وقد رأيت هذا يركبها ، إلا أني لم أره ينكح أمه ، فأبطلوا عنه شهادة هذا الرجل. فقال الأخضر بن هبيرة :
منعت ظهيرا بعد ما ظن أنه |
|
مخالط جدّ ليس في الجدّ باطل |
منعت وألقيت الشّراشر دونه |
|
مواصلة لن يعدم الخير واصل |
على ساعة لا يستطيع خطابها |
|
من القوم إلا أن يوفّق قائل |
وكان قيس بن عوف ترك ابنين : مورق بن قيس ، وشهاب بن قيس ، وكان اسم مورق عتيبة ، وسمي مورقا لأنه كانت حرب بين بني القعقاع بن معبد وبين بني عبيد بن خزيمة بن زرارة ، فرآه جده عوف بن القعقاع وفرسه تمرق به من الغبار. فقال : من صاحب هذا الفرس المورق؟ قيل : عتيبة ابنك ، فسمي مورقا.