وقد رأيته في بعض المواضع : (إلا لهن مطّلب) بكسر اللام ، أي لهن من يطلبهن. وما أحب هذه الرواية لقلة من يرويها.
[في عمل (لكن) ـ إضمار خبرها]
٣١٨ ـ وقال سيبويه (١ / ٢٨٢) في باب إنّ بعد إنشاد البيت الذي فيه :
(ولكنّ زنجيّ عظيم المشافر) (١)
«والنصب أجود» يعني في (ولكنّ زنجيا عظيم المشافر) وذكر أن علة هذا أن الشاعر لو أراد الإلغاء وترك الإعمال لخفف (٢). يريد حذف إحدى النونين.
قال الأخضر (٣) بن هبيرة الضبي :
فما أنا يوم الرقمتين بناكل |
|
ولا السيف إذ جردته بكليل |
__________________
(١) عجز بيت للفرزدق. وهو بيت مفرد في ديوانه ٢ / ٤٨١ وصدره : (فلو كنت ضبّيّا عرفت قرابتي) وروي البيت للفرزدق في : اللسان (شفر) ٦ / ٨٨ وبلا نسبة في : القاموس (لكن) ٤ / ٢٦٨
(٢) حذف الاسم ولم يخفف لئلا يحوج إلى الإلغاء والعطف. أي : ولكنك زنجي. وهو أجود للمعنى من النصب ، ففيه تقريب للمراد يغني عن التأويل. وتأويله بالنصب : (ولكن زنجيا عظيم المشافر لا يعرف قرابتي).
ـ وقد ورد الشاهد في : النحاس ٢١ / أوتفسير عيون سيبويه ٣١ / أوالأعلم ١ / ٢٨٢ وشرح الأبيات المشكلة ١٣٦ و ٢٥١ والإنصاف ١٠٦ والكوفي ١٥٠ / ب و ٢١٢ / أوالمغني ش ٤٨٦ ج ١ / ٢٩١ وشرح السيوطي ش ٤٦٥ ص ٧٠١ والخزانة ٤ / ٣٧٨
(٣) الأخضر بن هبيرة بن المنذر الضبي ، شاعر فارس ، كان موجودا في خلافة مروان بن الحكم. ترجمته في : المؤتلف (تر ٦٦) ٣٤ وفرحة الأديب ٣٢ / ب وله شعر في الحماسة شرح المرزوقي ق ١٩١ ج ٢ / ٥٨٨