__________________
قالوا : وما بال الدية وصاحبنا حي .. قالوا : فإن صاحبكم ليس بحي ، فاحتمل بنو قطن حتى أصبحوا ، فساروا غير كثير ثم قالوا لرباب أوصنا بما بدالك ، قال دعوني أصلّ ، قالوا : صلّ ، فصلى ركعتين خفيفتين جدا فقال : والله إني كنت إلى ربي ذا حاجة ، ولكن ما منعني من الصلاة أكثر ما صليت إلا مخافة أن تروا أنّ إكثاري فرق من الموت ، ليضربني رجل منكم شديد الساعد ، فدفعوه إلى رجل شديد الساعد ، فدفعوه إلى حزيمة بن بشير أبي بذّال فضرب عنقه ، ثم دفنوه فيهم ، وذلك في الفتنة قبل مقتل عثمان.
فلما استقام الناس لمعاوية ، قال رجل لابن رميلة : إنما قتل أخوك صاحبهم خطأ ، وقد قتلوا أخاك تعمدا فاستعد عليهم. فاستعدى عليهم بعد ذلك مروان ابن الحكم ، ونشبة بن مالك بن قتاد بن سلمى بن جندل ، وصقر بن مالك أخو نشبة.
فجمعهم مروان بالمدينة ، فقال بنو قطن : قتلنا صاحبهم ولم يكن سلطان نستعديه ، فأعطى ابن رميلة خمسين من الإبل متلية. فقال الأشهب بن رميلة :
ما زال نصّي العيس حتى سقتها |
|
خمسين يتبعها أبو بذّال |
فقال الفرزدق يرد عليه :
ارفق بقومك يا محرر خالد |
|
واذكر مقاد أخيك يوم الأول |
عرم الهجين على موالي أمه |
|
فخصوه من قبل القفا بالمنصل |
مروان يعلم إذ يسنّ دياتكم |
|
خمسين ، أنّ دياتكم لم تكمل |
وقال الفرزدق أيضا (٥٢ / أ) :
دعا دعوة الحبلى رباب وقد رأى |
|
بني قطن هزوا القنا فتزعزعا ـ |