كان رجل من بني مازن يسمى ديسمأ ، نهى عن سقي إبل الفرزدق ، أولى : وعيد وتهدد ، ذا الفم : أراد يا ذا الفم ، المتثلم : المتكسر الأسنان ، ولكنني استبقيت أعراض مازن : يريد أبقيت عليها لم أهجها ، لأنها أعراض قوم كرام ، ولهم أيام وآثار بيّنة ، والمستنير : المضيء.
وقوله : أناسا بثغر : يريد أن دار بني مازن تلي دار بكر بن وائل ، فهم في ثغر بني تميم ، يمنعون عنهم بكر بن وائل ، والرماح الشوارع : التي ترد إلى الدماء ، يعني تدخل في الأبدان ، والشوارع : الدواب الداخلة في الماء ، يريد : هم يطعنون أعداء عشيرتهم ولا يقاتلون بني تميم وأهلهم.
والشاهد (١) فيه نصب (أناسا) بإضمار فعل. وقد روي (أناس) بالرفع على تقدير : هم أناس.
[النصب على التمييز]
٢٧١ ـ قال سيبويه (١ / ٢٩٩) قال عباس بن مرداس :
ومارس زيد ثم أقصد مهره |
|
وحقّ له في مثلها أن يمارسا |
(ومرّة يحميهم إذا ما تبدّدوا |
|
ويطعنهم شزرا ، فأبرحت فارسا) (٢) |
في الكتاب : ومرّة يحميهم. وفي شعره : وقرة ، وهو قرّة بن مالك بن قنفذ ، بطن من بني سليم.
وقال عباس هذا الشعر يذكر وقعة كانت بينهم وبين بني زبيد. يحميهم : يريد
__________________
(١) ورد الشاهد في : النحاس ٦٧ / ب والأعلم ١ / ٢٨٨ والكوفي ١٩٤ / ب.
(٢) ديوان عباس بن مرداس ق ٢٠ / ٢٠ ـ ٢١ ص ٧١ من قصيدته المعدودة في المنصفات. وجاء في صدر الأول (ثم أقصر مهره) وفي صدر الثاني (وقرة يحميهم) وكذا في الأصمعيات ق ٧٠ / ٢٠ ـ ٢١ ص ٢٠٦