يا ميّ لن يعجز الأيام ذو حيد |
|
بمشمخرّ به الظيّان والآس |
وذو حيد : يريد به الوعل ، والحيد (١) مواضع تنشأ في قرنه. ويروى : حيد بفتح الحاء. والرواية الأولى أجود وهي المختارة عند البصريين. ويروى : ذو خدم ، والخدم : البياض المستدير في جوانحه (٢) ، والمشمخر : الجبل العالي ، والظيّان : ياسمين البر ، والآس : نقط من العسل تقع من النحل على الحجارة ، فيستدلون بتلك النقط على مواضع النحل.
يقول : الآفات التي تقع في الدهر ، لا يسلم منها هذا الوعل الذي في رأس الجبل ، له ما يرعاه وما يشربه. وصحة تمامه :
يا ميّ لن يعجز الأيّام مبترك |
|
في حومة الموت رزّام وفرّاس (٣) |
أحمى الصّريمة ... |
والمبترك : هو الأسد. والمبترك : المعتمد ، وحومة الموت : الموضع الذي يدور فيه الموت لا يبرح منه ، والرزّام : المصوّت ، يقال : رزم الأسد يرزم ؛ وإذا برك الأسد على فريسته رزم. وفرّاس : يدق ما يصيده. والصّريمة : رملة فيها شجر ، أحماها : منع الناس من أن يدخلها شيء من خوفه ، وأحدان الرجال : الذين يقول أحدهم : أنا الذي لا نظير له في الشجاعة والبأس.
__________________
(١) الحيد : ج حيدة وهي العقدة في قرن الوعل ، مثل بدرة وبدر. الصحاح (حيد) ١ / ٤٦٤
(٢) كذا في الأصل والمطبوع ، ولعلها (خوادمه : ج خدمة وهي الساق). وفي أقوالهم : فلانة ريّا المخدّم أي المخلخل وفرس مخدّم تحجيله فوق أرساغه. انظر : أساس البلاغة (خدم) ٢١٩ والقاموس (خدمه) ٤ / ١٠٣
(٣) هكذا تكون الرواية مقبولة ، لأن الرزّام والفرّاس من صفات الأسد ، كما أن الظيّان والآس مما يناسب الوعل ؛ كما صوب ذلك ابن السيرافي قبل.