(وإن شفاء عبرة مهراقة |
|
فهل عند رسم دارس من معوّل) (١) |
قال سيبويه (١ / ٢٨٤) : «فهذا أحسن لأنهما نكرة».
ذكر في الفصل الذي قبل البيت أن النكرة اسم إنّ والمعرفة الخبر ، وذلك قولك : إنّ بعيدا منك زيد ، واستضعفه لأن الأصل في هذا الباب وفيما أشبهه أن تجعل المعرفة اسم إنّ والخبر النكرة ، وأنشد بيت امرىء القيس ، وذكر (شفاء) فيه غير مضاف إلى المتكلم وهو نكرة ، وأخبر عنه بنكرة (٢) وهو قوله : عبرة مهراقة. وقال : هذا أحسن. يريد أن الذي في البيت أحسن من المسألة المذكورة قبل البيت ، لأن الاسمين اللذين بعد (إنّ) في البيت نكرتان ، والنكرتان متشابهتان في جعل أحدهما الاسم والآخر الخبر ، وكذلك المعرفتان متساويتان في جعل أحدهما الاسم والآخر الخبر.
والمسألة المتقدمة جعل فيها (بعيدا منك) الاسم وهو نكرة ، وجعل (زيدا) الخبر وهو معرفة وهذا مستقبح.
العبرة : الدمعة ، والمهراقة : المصبوبة. يريد أن شفاءه أن يبكي على الذين خلت منهم منازلهم ، ومعوّل : محمل. تقول : عوّل على فلان ، احمل عليه واعتمد على ما يفعله. وقوله : فهل عند رسم دارس ، من بعد أن قدّم قبل هذا البيت : (فتوضح فالمقراة لم يعف رسمها) معناه عند بعض الرواة ،
__________________
(١) ديوان امرىء القيس ق ١ / ٦ ص ٩ وفيه : (وإنّ شفائي عبرة إن سفحتها) بدل (شفاء) وهو أجود ، ولا شاهد فيه.
وروي البيت للشاعر في : اللسان (عول) ١٣ / ٥١٣ وبلا نسبة في (هلل) ١٤ / ٢٣٤
(٢) ورد الشاهد في : الأعلم ١ / ٢٨٤ وسر الصناعة ١ / ٢٥٨ والكوفي ١٤١ / أوالمغني ش ٥٨٠ ج ٢ / ٣٥١ وشرح السيوطي ش ٥٦٠ ص ٧٧٢ وش ٧٢٣ ص ٨٧٢ والأشموني ٢ / ٤٣٤ والخزانة ٤ / ٦١