مبتدأ : «فأما الرفع فقولك : هذا الرجل منطلق ، و (الرجل) صفة ل (هذا) وهما اسم واحد كأنك قلت : هذا منطلق. قال النابغة :
(توهمت آيات لها فعرفتها |
|
لستّة أعوام وذا العام سابع) (١) |
الضمير في (لها) يعود إلى ديار ومنازل ومواضع كان ارتبع فيها النابغة ، ومواضع صاف فيها. والآيات : العلامات التي عرف بها أنها الديار التي كان حلّها. وتوهمت : عرفتها بالتوهم ، يريد أنه توهم في أول ما رآها أنها الديار التي كان حلها ، ثم استدل عليها بأنها هي بأشياء عرفها فيها.
وقوله : لستة أعوام يعني أنه عرفها وقد مضى له من وقت فراقها ست سنين ، والعام الذي هو فيه سابع.
والشاهد (٢) أنه جعل (ذا) مبتدأ و (العام) وصف له و (سابع) خبره.
[الرفع على الخبرية مع جواز نصبه على الحال]
٢٣٣ ـ قال سيبويه (١ / ٢٦١) في باب ما ينتصب لأنه خبر لمعروف يرتفع على الابتداء. وقال : «وإن شئت ألغيت (فيها) فقلت : فيها عبد الله قائم. قال النابغة» :
وعيد أبي قابوس في غير كنهه |
|
أتاني ودوني راكس فالضّواجع |
(فبتّ كأني ساورتني ضئيلة |
|
من الرّقش في أنيابها السمّ ناقع) (٣) |
__________________
(١) ديوان النابغة ق ٣ / ٣ ص ٤٣ من اعتذاريته السابقة. وروي البيت للنابغة في اللسان (عشر) ٦ / ٢٤٥
(٢) ورد الشاهد في : النحاس ٦٤ / أوالأعلم ١ / ٢٦٠ والكوفي ٤٩ / ب و ١٨٢ / أ.
(٣) ديوان النابغة ق ٣ / ١٠ ـ ١١ ص ٤٥ من اعتذاريته المشار إليها قبل. وورد البيت