[ضمير الشأن في (ليس)]
٢١٤ ـ قال سيبويه (١ / ٣٦) قال هشام (١) أخو ذي الرمة :
(هي الشّفاء لدائي لو ظفرت بها |
|
وليس منها شفاء الداء مبذول) (٢) |
الشاهد (٣) فيه أنه جعل في (ليس) ضمير الأمر والشأن ، والجملة التي بعده في موضع خبره. و (شفاء الداء) مبتدأ و (مبذول) خبره (ومنها) في صلة (مبذول) أصله : وليس شفاء الداء مبذول منها.
ويجوز أن يكون (منها) منصوبا بإضمار فعل ، كأنه قال : أعني منها ، أو أريد منها. والضمير المؤنث يعود إلى المرأة.
يقول : هي الشفاء لدائي لو ظفرت برؤيتها والاجتماع معها ، وليست تبذل لي شفاء أستشفي به من نظرة أو سلام أو إيماء. يعني أنه قد قطع طمعه من أنها تنيله شيئا مما يحبه ، فبليّته عظيمة ومحنته شديدة ليأسه منها.
__________________
(١) هشام بن عقبة العدوي أحد إخوة ذي الرمة ، وهم : أوفى ومسعود. (ت نحو ١٢٠ ه) ترجمته في : الشعر والشعراء ٥٢٨ وأمالي القالي ١ / ٢٥٩ وشرح الحماسة للمرزوقي ق ٢٦٤ ج ٢ / ٧٩٣ وثمار القلوب ٣٩٤ ومعجم الشعراء ٣٧٦ والتبريزي ٢ / ١٤٧
(٢) ذكره النحويون للاستشهاد ، وأورده السيوطي في أبيات للشاعر في شرحه ص ٧٠٤
(٣) ورد الشاهد في : سيبويه أيضا ١ / ٧٣ ومجالس العلماء ٣١٤ والنحاس ٩ / أو ٢٩ / أوالأعلم ١ / ٣٦ وشرح الأبيات المشكلة ٢٣٢ والكوفي ١٧٨ / ب وشرح السيوطي ش ٤٧١ ص ٧٠٤