وقوله : ومسحت بالّلثتين عصف الإثمد ، أراد : مسحت اللثتين بعصف الإثمد فقلب ، لأن الكلام لا يدخله لبس ، وكانت النساء تتزين بأن تسوّد اللحم الذي في أصول الأسنان واللّثات بالنّوءور (١) وهو دخان الشحم أو بالإثمد ، وكانوا يستحسنون ذلك.
شبه سواد لثة هذه المرأة بسواد أطراف ريش الحمامة. وهم لا يقصدون بذلك أن يكون سواد اللثات حالكا ، إنما يريدون أن يضرب إلى السواد.
وهذا البيت منسوب إلى خفاف بن ندبة في الكتاب ، وزعم قوم أنه لابن المقفع ، وليس الأمر كما قالوا ، وجميع ما ينسب إلى ابن المقفع مقطوعتان أو ثلاث ، بعضها في الحماسة. وليس له مقطوعة على هذا الوزن ولا على هذا الروي.
__________________
بالفستق متاع الحضريات إنما تغذّى بألبان اللّقاح المحض والقارص. كما قال بشر :
غذاها قارص يجري عليها |
|
ومحض حيث تبتعث العشار |
وأبيات أبي القمقام :
أعدّ نعلين لرجلي هدلق |
|
إنك إلّا تحذه يفرّق |
شعب شياه عشن بالتعلّق |
|
وقل له خيرا وإن لم تصدق |
وارعد ولا تمطر بشيء وابرق |
|
تسألني عن طيّبات الفستق |
وإنما عشت بحبّ العشرق |
|
وبحسو من شعير محرق». |
(فرحة الأديب ٤٨ / ب وما بعدها)
(١) انظر القاموس (النور) ٢ / ١٥٠