والقلب من خشية مقشعر
يريد أن قلبه من خشية أهلها والرقباء عليها مقشعر ، فأقبل يزحف على ركبتيه حتى دخل عليها. ومن روى :
فلما دنوت تسدّيتها
أي علوتها وركبتها. وقوله :
فثوب نسيت وثوب أجرّ
يريد أنه نسي بعض ثيابه عندها لأنها ذهبت (١) بفؤاده ، فلم يدر على أي صورة يخرج من عندها.
[تنازع الفعلين ، وإعمال ما يحسن معه المعنى]
١٧ ـ قال سيبويه (١ / ٣٧) في : «باب الفاعلين المفعولين اللذين يفعل كل واحد منهما بفاعله مثل الذي فعل به (٢)». فأما قول امرىء القيس :
(فلو أنّ ما أسعى لأدنى معيشة |
|
كفاني ـ ولم أطلب ـ قليل من المال) |
ولكنما أسعى لمجد مؤثّل |
|
وقد يدرك المجد المؤثّل أمثالي (٣) |
«فإنما رفع لأنه لم يجعل القليل مطلوبا ، وإنما كان المطلوب عنده الملك ، وجعل
__________________
(١) ولكنه أشار في البيت إلى أن قلبه من «خشية» مقشعر!
ـ وقد ورد الشاهد في : النحاس ١٤ / ب والأعلم ١ / ٤٤ والكوفي ٧ / أو ٤٨ / أو ٢٠٦ / ب والمغني ش ٧٢٩ ج ٢ / ٤٧٢ وابن عقيل ش ٤٤ ج ١ / ١٦١ والخزانة ١ / ١٨٠ وشرح البلبل المليح ص ١٣
(٢) عنوان الباب عند سيبويه : «.. اللذين كل واحد منهما يفعل بفاعله مثل الذي يفعل به».
(٣) ديوانه ق ٢ / ٥٢ ـ ٥٣ ص ٣٩ ، وثانيهما للشاعر في : اللسان (أثل) ١٣ / ٩