[العطف على المجرور بالنصب ـ على الموضع]
١٨٥ ـ قال سيبويه (١ / ٣٥) قال العجاج :
يا صاح ما ذكّرك الأذكارا |
|
ما لمت من قاض قضى الأوطارا |
كشحا طوى من بلد مختارا |
|
(من يأسة اليائس أو حذارا) (١) / |
الشاهد (٢) فيه أنه نصب (حذارا) وعطفه على موضع (من) وهو عطف على معنى الكلام المتقدم ، كأنه قال : طوى كشحا مختارا يأسة اليائس ، أي ليأسة اليائس ، وهو مفعول له.
والأذكار : جمع ذكر. يقول : ما ذكّرك يا صاحبي الأشياء التي ذكرتها ، وأراد بالأذكار الأشياء المذكورات ، وعنى به أنه ذكر المعاني التي لام فيها ، ثم قال : ما لمت من فعل إنسان قضى أوطاره ، وما كانت نفسه تدعوه إليه من الزيارة والإلمام ممن يحب ، ثم طوى بعد ذلك كشحه مختارا للفرقة.
__________________
(١) الأبيات للعجاج في مجموع أشعار العرب ق ١٢ / ١ ـ ٢ ـ ٣ ـ ٤ ج ٢ / ٢١ من أرجوزة في مدح الحجاج ، كما وردت في أراجيز العرب ص ١١٤. وروي الثالث للعجاج في : المخصص ١٥ / ١٢٧
(٢) ورد الشاهد في : النحاس ٢٠ / أوالإنصاف ١٨٧ والكوفي ١٦ / ب و ١٧٢ / ب وقال النحاس : وكان حقه أن يقول : من يأسة اليائس أو حذار أي من حذار ، ولكنه حمله على المعنى ، كأنه قال : طوى حذارا.