وذكر سيبويه أشياء من هذا المعنى.
وقال النابغة
الذبياني :
عيّرتني
النسب الكريم وإنما
|
|
ظفر المفاخر
أن تعدّ كريما
|
(حدبت عليّ بطون ضنّة كلّها
|
|
إن ظالما
فيهم وإن مظلوما)
|
الشاهد في البيت أنه قدر : إن كنت ظالما وإن كنت مظلوما ، وهذا
الذي أوجبه المعنى ، ولا يسوغ : إن ظالم وإن مظلوم ، على : إن كان فيهم ظالم وإن
كان فيهم مظلوم ؛ لأنه لا معنى لهذا الكلام.
وسبب هذا الشعر
أن يزيد بن سنان بن أبي حارثة المرّي كان يقول : إن النابغة
وأهل بيته من قضاعة ثم من بني عذرة من بني ضنّة ، فقال النابغة : هؤلاء الذين
نسبتني إليهم قوم كرام ، ولو كنت منهم لم تكن عليّ غضاضة ، وإنما سعادة الإنسان أن
يكون آباؤه كراما ، لهم مفاخر وأيام حسنة ، ومن أي الكرام كان فقد بلغ ما يريده.
وحدبت : عطفت
وتحنّنت ، وبطون ضنّة : قبائلها. يقول : عطفت عليّ ضنة كلها / إن كنت فيهم ظالما
وإن كنت مظلوما يريد أنه لو كان منهم لنصروه وتحدّبوا عليه.
__________________