(حتى كأن لم يكن إلا تذكره |
|
والدهر أيّتما حال دهارير) |
الشاهد (١) فيه أنه نصب (أيتما حال) على الظرف و (دهارير) مبتدأ ، و (أيتما حال) خبره و (يكن) في البيت هي من (كان التامة) كأنه قال : حتى كأنّ الإنسان لم يوجد في الدنيا أو لم يحدث إلا تذكّره. وفي (يكن) ضمير المرء ، وتقدير الكلام : حتى كأن الإنسان لم يوجد إلا ذكره ، يريد أن الإنسان قصير العمر ، وما مضى من عمره إذا مات كأنه لم يوجد.
ويحكى أن عبيد (٢) بن سارية الجرهميّ قدم على معاوية ـ وكان عبيد من المعمّرين ، قيل إنه عمّر ثلاثمائة سنة ، وقيل إنه عمر مائتين وعشرين سنة ـ فسأله معاوية عن أشياء كثيرة حتى قال له : فأخبرني عن أعجب شيء رأيته؟ قال : أعجب
__________________
«قال س : هذا موضع المثل : اختلط الليل بألوان الحصى
خلط ابن السيرافي في هذا الاسم ، إنما هو جبلة بن الحويرث العذري ، وقد أورد ابن السيرافي تمام الأبيات».
(فرحة الأديب ٢٠ / أ)
(١) ورد الشاهد في : النحاس ٣٩ / ب وسر الصناعة ١ / ٢٥٦ والأعلم ١ / ١٢٢ والكوفي ١٦٦ / أو ١٧١ / أوشرح السيوطي ش ١١٨ / ص ٢٤٤
وقال سيبويه : هو بمنزلة قولك والدهر دهارير كلّ حال وكلّ مرة ، فانتصب لأنه ظرف.
قلت : والمعنى : الدهر متقلب متغير. وعلى هذا (فالدهر) مبتدأ و (دهارير) خبره و (أيّة) ظرف متعلق بالخبر ، و (ما) زائدة.
(٢) راوية معمر وأحد حكماء الجاهلية ت نحو ٦٧ ه. وقد ورد الخبر بتمامه مع الشعر في المصادر التالية ـ حيث ترجمة عبيد بن سارية الجرهمي ـ وهي : المعمرون ٥٢ وعيون الأخبار ٢ / ٣٠٥ ومعجم الأدباء ١٢ / ٧٦ وصاحب الأبيات فيها جميعا هو حريث بن جبلة.