وذكر سيبويه أشياء من هذا المعنى.
وقال النابغة الذبياني :
عيّرتني النسب الكريم وإنما |
|
ظفر المفاخر أن تعدّ كريما |
(حدبت عليّ بطون ضنّة كلّها |
|
إن ظالما فيهم وإن مظلوما) (١) |
الشاهد (٢) في البيت أنه قدر : إن كنت ظالما وإن كنت مظلوما ، وهذا الذي أوجبه المعنى ، ولا يسوغ : إن ظالم وإن مظلوم ، على : إن كان فيهم ظالم وإن كان فيهم مظلوم ؛ لأنه لا معنى لهذا الكلام.
وسبب هذا الشعر أن يزيد (٣) بن سنان بن أبي حارثة المرّي كان يقول : إن النابغة وأهل بيته من قضاعة ثم من بني عذرة من بني ضنّة ، فقال النابغة : هؤلاء الذين نسبتني إليهم قوم كرام ، ولو كنت منهم لم تكن عليّ غضاضة ، وإنما سعادة الإنسان أن يكون آباؤه كراما ، لهم مفاخر وأيام حسنة ، ومن أي الكرام كان فقد بلغ ما يريده.
وحدبت : عطفت وتحنّنت ، وبطون ضنّة : قبائلها. يقول : عطفت عليّ ضنة كلها / إن كنت فيهم ظالما وإن كنت مظلوما يريد أنه لو كان منهم لنصروه وتحدّبوا عليه.
__________________
(١) ديوانه ق ٣٤ / ٣ ـ ٤ ص ١٧٩ من قصيدة قالها النابغة في صنيع يزيد بن سنان ابن أبي حارثة من تأليبه بطون بني مرة على بني يربوع ـ رهط النابغة ـ وسمّوا المحاش لتحالفهم على النار.
وجاء في عجز الأول : (ظفر المفاخر أن يعد ..) وفي صدر الثاني (ضنّة) كذلك وذكر الأعلم أن رواية (ضبّة) تصحيف. انظر جمهرة الأنساب ص ٤٨٨
(٢) ورد الشاهد في : الأعلم ١ / ١٣٢ والكوفي ٣٣ / ب وأوضح المسالك ش ٩٤ ج ١ / ١٨٣ والأشموني ١ / ١١٩
(٣) هو أخو هرم بن سنان ممدوح زهير ، شاعر فارس ، من السادات في الجاهلية وأبوه صاحب المفضليتين (١٠٠ و ١٠١) انظر المؤتلف (تر ٦٩٣) ص ١٩٨ وجمهرة الأنساب ٢٥٢ ومعجم الشعراء ٤٩٦