والعبرى : الباكية الثكلى ، وجديد الأرض : ظاهرها ، والأستار : ما جعل على قبره من تراب الأرض ، والوالهة : يجوز أن تكون بقرة أو ظبية أو ناقة (١)
__________________
عامي مرذول ، لا مساغ له عند من هو صحيح الذوق والمعرفة ، نسابة للمعاني!». كما ينقل للأخفش روايته للبيت : «فإنما هو إقبال وإدبار ، أي فعلها». قلت : وهذا في الإنشاد كله سقيم وإن أوجد لما لم يسيغوا مخرجا.
(*) عقب الغندجاني على تفسير ابن السيرافي للوالهة بقوله :
«قال س : هذا موضع المثل :
إحدى خزاعة أو مزينة أو |
|
إحدى فزارة أو بني عبس |
قول ابن السيرافي : يجوز أن تكون الوالهة كذا أو كذا أو كذا ؛ يزيد المستفيد حيرة ، ويدعه في لبس ، ولا يدري بأيها يأخذ. ويدل هذا القول أيضا على بلادة ابن السيرافي ، فإن العرب لا تضرب المثل في شدة الحنين والوله بالظباء والبقر ، ولا يقولون : أحنّ من بقرة ولا أحنّ من ظبية ، وقد قالوا : أحنّ من شارف ، قال متمم بن نويرة :
وما وجد أظآر ثلاث روائم |
|
وجدن مجرّا من حوار ومصرعا |
يذكّرن ذا البثّ الحزين ببثّه |
|
إذا حنّت الأولى سجعن لها معا |
بأوجد مني يوم فارقت مالكا |
|
وقام به الناعي السميع فأسمعا |
وقال آخر ـ أنشدناه أبو الندى رحمه الله ـ :
وتفرّقوا بعد الجميع لنيّة |
|
لا بد أن يتفرق الجيران |
لا تصبر الإبل الجلاد تفرقت |
|
حتى تحنّ ، ويصبر الإنسان |
وقال أعرابي من بني كلاب :
ومن يك لم يغرض فإني وناقتي |
|
بحجر إلى أهل الحمى غرضان |
تحنّ ، وتبدي ما بها من صبابة |
|
وأخفي الذي لو لا الأمى لقضاني». |
(فرحة الأديب ١٥ / أوما بعدها)