ويوم النّسار (١) : يوم اجتمعت فيه الرّباب وغطفان وبنو أسد على محاربة تميم وبني عامر ، ثم اجتمعوا بعد حول بالجفار (٢). فاقتتلوا فهزمت بنو عامر ، وقتل من تميم مقتلة عظيمة ، فذكر بشر اليومين وما كان فيهما.
والغرام : اللازم من العذاب ، وألفاهم : وجدهم ، والرّوبى : جمع رائب وهو الخاثر النفس ، وقيل : الذي قد نعس. وأراد أنهم كانوا حين لقوهم بمنزلة النيام من كثرة ما وقع بهم من القتل ، جعلهم بمنزلة النيام. وقد يجوز أن يريد أنهم تركوا قتلى كأنهم نيام.
[رفع بعض المصادر التي تنصب ـ إيثارا للمعنى]
١٣٦ ـ قال سيبويه (١ / ١٦٩) في المنصوبات ، بعد ذكر مصادر تنصب بإضمار الفعل : «وإن شئت رفعت هذا كله فجعلت / الآخر هو الأول ، فجاز على سعة الكلام». ومثال الذي ذكر قولك زيد أكل وعمرو شرب ، تجعله (٣) لكثرة أكله كأنه هو أكل. ويقال فيه أيضا : إن فيه حذفا ، وكأنه قال : زيد ذو أكل وذو شرب ، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه.
وقالت الخنساء (٤) :
__________________
(١) النسار : أجبل صغار شبهت بالنسور الواقعة. انظر البكري ٥٩١ والعمدة ٢ / ٢٠٩ في الفصل الذي أفرده ابن رشيق لأيام العرب.
(٢) موضع لبني تميم في نجد ، البكري ٢٥٠ وانظر العمدة ٢ / ٢١٩
(٣) (تجعله) ساقط في المطبوع.
(٤) تماضر بنت عمرو السّلمية. الشاعرة المخضرمة ذات المراثي. عاصرت النابغة ، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يستنشدها (ت ٢٤ ه). ترجمتها في : الشعر والشعراء ١ / ٣٤٣ والمؤتلف (تر ٣٢٢) ١١٠ وجمهرة الأنساب ٢٦١ والإصابة قسم النساء (تر ٣٥٥) ٤ / ٢٧٩ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٢٥٣ والخزانة ١ / ٢٠٨ وحسن الصحابة ٩٤ وأعلام النساء ١ / ٣٠٥.