أوردوها دفعة واحدة لزاحم (١) بعضها بعضا وهدمت الحوض ولم ترو من الماء (٢). والدّخال في شرب الإبل : أن ينظر الذي أورد الإبل الماء (٣) إلى الإبل التي وردت أول شيء (٤) ، فإن كان فيها بعير ضعيف أو عليل أو قليل الصبر / عن الماء ، سريع العطش ، أو بعير كريم يحبّ أن يؤثره بكثرة الشرب ؛ أدخله مع القطعة الثانية من الإبل التي وردت ، فيكون هذا البعير قد شرب مرتين : مرة مع الأولى ، ومرة مع الثانية.
وهذا معنى الدّخال : أن يداخل بعير قد شرب مرة في الإبل التي لم تشرب بعد حتى يشرب معها (٥).
والنّغص : بصاد غير معجمة على وزن جبل ، زعموا أنه لم يشفق على أن ينغّصها ، والتنغيص : العجلة (٦). وعندي أنه يريد أن بعضها يزحم بعضا حتى لا يقدر أن يتحرك لشدة الازدحام ، فهو واقف مزحوم لا يتمكن من الحركة.
ويروي : على نغض الدّخال ، بضاد معجمة على وزن كعب ، وهو التحرك وإمالة الرأس نحو الشيء. يريد أنها تميل أعناقها إلى الماء في الدّخال بشدة وتعب. وفي (يشفق) ضمير يعود إلى العير.
__________________
(١) في المطبوع : لزحم.
(٢) جاء في شرح ديوان لبيد ص ٨٦ قول الأصمعي : «يقال أرسلها عراكا إذا أرسلها الساقي فوردت بجماعتها. فإذا أرسلها قطعة قطعة قيل أوردها أرسالا واحدها رسل».
وانظر لذلك اللسان (عرك) ١٢ / ٣٥٢ والمخصص ١٤ / ٢٢٧
(٣) في المطبوع : إلى الماء.
(٤) (أول شيء) ساقطة في المطبوع.
(٥) معنى الدّخال عند الأعلم أن يدخل القوي بين ضعيفين ، أو الضعيف بين قويين.
وعند النحاس : هي الصغار التي دخلت مع الإبل. أما في المخصص ٧ / ٩٩ فقد ذكر للدخال أربعة معان فالتمسها ثمة. وانظر كذلك اللسان (دخل) ١٣ / ٢٥٨
(٦) في اللسان (نغص) ٨ / ٣٦٨ ـ إذا لم يتم مراده ، وكذلك البعير إذا لم يتم شربه.