لا لبن (١) لها ، ومعى جياعا : أراد بالمعى الأمعاء ، ولذلك (٢) وصفها بالجمع ، وقوله : (على وحشية) خبر كأنّ ، والوحشية : بقرة ، أراد على بقرة وحشية. يقول : كأن نسوع رحلي حين شددت بها راحلتي قد شددتها على بقرة وحشية ، يعني أن راحلته تسرع في سيرها كما تسرع البقرة الوحشية في عدوها.
ومعنى خذلت : تأخرت عن جماعة البقر ، والخلوج : التي اختلج منها ولدها ، أخذ منها ، فهي تعدو تبتغي ولدها فصادفت السباع قد أكلته ، وإنما ذكر أنها خذلت وأنها تبتغي ولدها ؛ ليعظّم أمر عدوها واجتهادها في شدته ، لأنها تعدو حتى تدرك ولدها. والطّلا ولد الظببة والبقرة ، والفيقة اجتماع اللبن. يريد أنه (٣) لما اجتمع اللبن ؛ طلبت ولدها لترضعه بما اجتمع منه.
[المصدر المعرّف بال ـ وقوعه حالا]
٧ ـ قال سيبويه (١ / ١٨٧) «وهذا ما جاء منه في الألف واللام» يريد ما جاء من هذا الباب ، يعني باب المصادر التي تقع أحوالا «وذلك قولك : أرسلها العراك. قال لبيد (٤)» :
رفعن سرادقا في يوم ريح (٥) |
|
يصفّق بين ميل واعتدال |
__________________
(١) وهي القليلة اللبن. انظر اللسان (غرز) ٧ / ٢٥٤
(٢) في المطبوع : فلذلك.
(٣) في المطبوع : أنها.
(٤) لبيد بن ربيعة بن مالك العامري ، أبو عقيل ، مخضرم معمر من أصحاب المعلقات ، سكن الكوفة في الإسلام (ت ٤١ ه).
ترجمته في : الشعر والشعراء ١ / ٢٧٤ والمعارف ص ٣٣٢ والأغاني ١٤ / ٩٠ والمؤتلف (تر ٥٨٨) ص ١٧٤ والإصابة (تر ٧٩٤٣) ج ٣ / ٣٠٧ والخزانة ١ / ٣٣٧ وفي حسن الصحابة ص ٣٥٠ ومقدمة ديوانه.
(٥) في المطبوع : في يوم عيد ، و (يصفق) بكسر الفاء.